تؤشــر هذه المعطيات على تراجع حظوظ بايــدن في الفوز بعهدة ثانية. ويرفع مــن درجة هذا االحتمال، أن عدة اســتطالعات للــرأي خلصت إلى أن ترامب يتقدم على بايدن في احتماالت الفوز بالرئاســة بفارق يتراوح بين نقطة وثالث نقاط. نفس االحتمال رجَحته الرسالة التي وصلت لإلعالم من مجموعة الناخبين ، والتي ترى أن سياســته الداعمة إلسرائيل في 2023 في نوفمبر/تشــرين الثاني الحرب على غزة تضر بحظوظه في الفوز باالنتخابات. من جانبه، يوافق المؤرخ ليشتمان، الذي لم يخطئ في توقع نتائج االنتخابات الرئاسية منذ ثمانينات القرن الماضي، على احتمال إضرار حرب غزة بحظوظ بايدن، لكنه ال يجعلها عام ًلا حاسمًا، وال يزال يقدِر أن حظوظ بايدن في الفوز بعهدة جديدة أكبر من حظوظ ترامــب. فهل يقبل بايدن باالســتمرار في دعــم الحرب حتى لو أدى ذلك إلى تراجع حظوظه في الفوز باالنتخابات؟ ال يبدو أن بايدن مستعد لهذه المخاطرة، وقد بدأت المؤشرات تتزايد على أن إدارته بصدد مراجعة تدريجية لموقفها من الحرب وسط تصاعد الخالفات بينها وبين حكومة نتنياهو. أما داخليًا، فستستثمر فوز ترامب على الديمقراطية والنظام السياسي. " خطر " حملة بايدن كثيرًا في ففوز ترامب يمثل خطرًا يهدد الديمقراطية األميركية، فهو يطالب قاعدته بمنحه حصانــة تحميــه من المتابعة ليتمكن من اتخاذ تدابير تخالف القواعد التي يقوم عليها النظام السياســي األميركي. ويســوّق هذه الدعوة بمصلحة األميركيين في التخلص من النظام السياســي الفاسد الذي بات خطرًا على األميركيين أنفسهم. مــن هذا المنظور، لــن يكون فوز ترامب جولة أخرى ضمن النظام السياســي المعتاد وإنما مرحلة جديدة تخرق القواعد الســابقة مثل فصل السلطات، وتقيم مـًا يكون عماده القائد المخلّص � قواعد جديدة تخل بهذه التوازن، وتنشــئ نظا الذي يرفض المحاسبة على أفعاله أو التشكيك فيها. لذلك، قد يحفِز هذا الخطر بايدن على التحوط قدر المســتطاع من القرارات التي تضر بحظوظه وترفع من حظوظ ترامب، وقد يؤدي سوء تقديره إلى اإلضرار بالواليات المتحدة نفسها. سـّعت الحرب الشــرخ بين األجيــال في الحزب � علــى المدى المتوســط، و الديمقراطي فارتســم إزاءها جناحان أساسيان؛ جناح كبار السّن المهيمنين على إدارة الحزب، وهم يناصرون تقليديًا إســرائيل دون شــروط، ويعتبرون دعمها
54
Made with FlippingBook Online newsletter