نـ ًا مــن أركان األمن القومي األميركي. يُعــد بايدن من هذا الجيل، وقد كان � رك س ـ ًا للصهيونية، وتفاخر بلقائه بغولدا مائير أثناء حرب � منذ شــبابه مناصرًا متحم ال تقلق علينا " . فــي ذلك اللقاء، طمأنته على مســتقبل إســرائيل، قائلة: 1973 . الجناح الثاني هو " ألننا نملك سالحًا ســريًا: ليس لدينا مكان آخر نذهب إليه جناح جيل الشباب والتقدميين والفئات التي تحمل ذكريات التعرض لالستعمار الغربي أو التمييز العنصري في الواليات المتحدة، مثل السود وبقية الملوَنين من الهسبانيك وغيرهم. في الوقت الراهن، تحاول إدارة بايدن معالجة هذا الشرخ، لكن بمرور الزمن ســيرحل جيل الحرس القديم، وســيصعد مكانه جيل شاب ال يؤيد إســرائيل تأييدًا مطلقًا. يؤشــر على هذا الصدع سبر اآلراء الذي أجرته % من القاعدة الديمقراطية 65 وتوصَل إلى أن 2024 رويترز في فبراير/شــباط تميل إلى التصويت لمرشــح رئاســي يتعهد بوقف إمداد إسرائيل بالسالح. ومع ابتعاد الحزب الديمقراطي مستقب ًلا عن الدعم غير المشروط إلسرائيل، سينحصر دعمهــا فــي قاعدة الحزب الجمهوري المؤمنة بعقيدة اإلنجيليين التي تربط بين قيام إســرائيل وعودة المخلِص. حينها، ستخسر إسرائيل اإلجماع الحزبي الذي حظيت به في أميركا على مدى عقود، وشكَل ركنًا أساسيًا في أمنها القومي. مــن جهــة أخرى، عمَق دعــم إدارة بايدن للحرب على غزة االســتقطاب بين الديمقراطيين والجمهوريين داخل النظام السياســي األميركي، الذي يبرز سنويًا فــي وقــت إقرار الميزانية. فقد برز الخالف هذه المرة حول حزمة مســاعدات مليار دوالر حصة 61 مليار دوالر، توزع علــى 95 . 43 اقترحهــا بايــدن بقيمــة مليــار دوالر حصة إســرائيل، وتتوزّع بقيــة الحزمة على حلفاء 14 أوكرانيــا، و أميركا في المحيطين الهادي والهندي، إضافة إلى مساعدات إنسانية بعضها لغزة. وبينما أصر الجمهوريون على تمرير حصة إسرائيل بصورة عاجلة ومنفصلة عن بقيــة الحصــص، أصر بايدن على تمرير الحزمــة كاملة. في األخير، وقع تمرير الحزمة في مجلس الشــيوخ ذي األغلبية الديمقراطية. وال يزال الخالف يشــق مجلس النواب الذي أبدى رئيســه الجمهوري، مايك جونســون، اعتراضه على هذه المساعدات ووعد بالعمل على تخصيص ما يكفي من االعتمادات لمعالجة أمن الحدود األميركية الجنوبية.
55
Made with FlippingBook Online newsletter