المسار القضائي رافعة أخرى للفلسطينيين في صراعهم ضد االحتالل اإلسرائيلي
عزالدين عبد المولى
مقدمة ، انتصبت محكمة العدل الدولية 2024 في الحادي عشــر من يناير/كانون الثاني لتســتمع إلى مرافعات الفريق القانوني لدولة جنوب إفريقيا بشــأن الدعوى التي رفعتهــا ضد إســرائيل بتهمة ارتكاب اإلبادة الجماعيــة. تقدمت جنوب إفريقيا بدعواهــا إلــى هذه المحكمة التي تُعد أعلى هيئــة قضائية في العالم بعد توالي المجــازر التــي يرتكبها جيش االحتالل في غزة دون رادع من قانون أو أخالق أو قــوة قاهــرة. إلى جانب محكمة العدل الدوليــة التي تنظر في قضية جنوب إفريقيا وقضية أخرى رفعتها نيكاراغوا ضد ألمانيا لمســاعدتها إســرائيل ووقف تمويلها لوكالة غوث وتشــغيل الالجئين الفلســطينيين (األونروا)، هناك قضايا أخرى مرفوعة ضد إسرائيل أمام محكمة الجنايات الدولية بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد اإلنسانية. لم تمتثل إسرائيل منذ قيامها ألحكام القانون الدولي ولم تنفِذ عشرات القرارات األممية الصادرة ضدها بشــأن القضية الفلســطينية؛ فقد كانت على الدوام تجد الواليــات المتحدة في مجلس األمن غطاء النتهاكاتها، يعصمها من " فيتو " فــي المحاسبة ويجرّئها على االستمرار في اإلفالت من العقاب. غير أن ما جرى في الحادي عشــر من يناير/كانون الثاني مختلف عن كل ما ســبق؛ إذ ينقل الصراع مع إســرائيل إلى مســاحة جديدة، ويسلِح الفلسطينيين بأداة إضافية لم تكن في الســابق من ضمن أدوات مواجهتهم لالحتالل، وفي أحسن األحوال كانت أداة هامشية. فما أهمية المسار القضائي في هذه المرحلة من مراحل الصراع العربي اإلسرائيلي؟ وما داللة أن تقود جنوب إفريقيا هذا المسار؟ وما األفق الذي تفتحه مقاضاة إسرائيل أمام العدالة الدولية؟
59
Made with FlippingBook Online newsletter