االنسحاب، وقد تكبَد الجيش األميركي آالف القتلى والجرحى، 2011 في العام وخسرت الواليات المتحدة مئات المليارات من الدوالرات. ، بين الجيش اإلســرائيلي 2006 وغيــر بعيــد عن ذلك، ما حدث في لبنان، عام والمقاومــة اللبنانية ممثلة في حزب اللــه، فيما عُرف بحرب يوليو/تموز، التي يومًا من القتال بهزيمة الجيش اإلسرائيلي وإجباره على االنسحاب 34 انتهت بعد تنفيذًا لقرار مجلس األمن الدولي " ووقــف األعمال العدائية " مــن جنوب لبنان . وفي اليمن، واجهت جماعة أنصار الله الحوثية عمليات التحالف 1701 رقــم ، وكبَدت 2022 و 2015 العســكري الســعودي-اإلماراتي خالل الفترة بين عامي فيها الجماعة الجيشين المذكورين خسائر فادحة ووصلت صواريخها ومسيَراتها مواقــع حيوية وإســتراتيجية كالمدن والمطارات ومصافــي تكرير النفط. وبعد ســنوات من االســتنزاف المتبادل توقف أغلب األعمــال القتالية باالتفاق على ، وال يزال مفعولها ساريًا رغم عدم 2022 هدنة لســتة أشــهر في أبريل/نيســان تجديدها رسميًا. في السياق ذاته، تأتي حرب غزة التي اندلعت في السابع من أكتوبر/تشرين األول لتشكل نموذجًا جديدًا للحروب غير المتناظرة، كونها تدور بالتزامن على 2023 عدة جبهات، وتشــمل أكثر من جماعة مقاتلة في أكثر من دولة. فهذه الحرب تدور، في محورها األساســي، بين جيش االحتالل وفصائل المقاومة في قطاع أخرى تشمل حزب الله في لبنان " إسناد " غزة، ولكنها أيضًا تدور على محاور وحركة أنصار الله الحوثية في اليمن وجماعات مسلحة في العراق. وقد أكدت هذه الحرب، كما أكدت ســابقاتها، إمكانية تكبيد جماعات مســلحة من غير الدول، في حروب غير متناظرة، جيوشًا نظامية قوية على غرار الجيش اإلســرائيلي، خســائر فادحة، تجبرها علــى تغيير أهدافها أو تخفيض ســقفها والرضوخ للمفاوضات، إيقافًا للنزيف وبحثًا عن مخرج. ورغم أن خسائر الجيش اإلسرائيلي في حرب غزة لم تعلن كلها، سواء في العدد أو العتاد أو االقتصاد أو الصورة أو تماسك الجبهة الداخلية، إال أنها بالتأكيد غير مسبوقة في حروب إسرائيل المتناظرة التي خاضتها ضد الجيوش العربية.
67
Made with FlippingBook Online newsletter