صراع السرديات وإشكاليات اإلعالم وشبكات التواصل االجتماعي في الحرب على غزة محمد الراجي مقدمة شــكَل اإلعالم، خالل الحرب على غزة، مجا ًلا أساســيًا لصراع الروايات وبناء سرديات األحداث وصيرورتها. ولعب دورًا بارزًا في الحرب الرمزية من خالل إنشــاء صــور نمطية لحركة حمــاس والمقاومة عمومًا، كجــزء من صورة أكبر للذات الفلسطينية بأبعادها النفسية والمعرفية والسلوكية. في هذا السياق، سعت المؤسســة السياســية والعسكرية اإلسرائيلية إلنتاج ســرديتها الخاصة التي تُبرِر شـْرْعِن أهدافها السياســية والعسكرية، وتمثِل إسنادًا رمزيًا �ُ الحرب على غزة وت لعقيدة الحرب الشــاملة وتدمير جميع مظاهــر الحياة في القطاع وبنيته التحتية. بالقضاء " النصر الحاســم " حاولــت هذه اإلســتراتيجية، التي تهدف إلى إنجاز وحسم الصراع الرمزي عبر " معركة الرواية " على حماس، تحقيق نصر أولي في دَعْشَنَة المقاومة والهيمنة على تمثالت الرأي العام العالمي لدحض مشروعيتها. وهذا ما يفســر الحملة الدعائية التي قادتها المؤسســة العسكرية والسياسية منذ قطع رؤوس األطفال وتعليقها على " اليــوم األول للحرب عبر الترويج لروايــة اغتصاب نساء " ، و " بقر بطون الحوامل ووضع الجثث في أفران " ، و " حبل غسيل المؤسسات الصحية مقار " ، و " استخدام المدنيين دروعًا بشرية " ، و " إســرائيليات . وقد ردَد هــذه االتهامات، التي أثبتت التحقيقات " لقيادة العمليات العســكرية الصحفية االســتقصائية الحقًا زيفها، رؤســاء دول ومسؤولون كبار في عدد من الدول الغربية الداعمة إلسرائيل. انجرف معظم اإلعالم الغربي مع هذه الســردية عبر تشــبيه هجوم حماس على 2023 المستوطنات اإلسرائيلية بغالف غزة، في السابع من أكتوبر/تشرين األول ). ويُظهِر هذا 11 / 9 ( 2001 )، بهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 10 / 7 (
71
Made with FlippingBook Online newsletter