منظور مؤدلج إن جزءًا من مشكلة اإلعالم الغربي يتمثل في معالجة الصراع العربي-اإلسرائيلي من منظور سياســي-أيديولوجي يتحكم فيه رأس المال االقتصادي-السياســي للجهات واألطراف المالكة للمؤسسات الصحفية والشبكات اإلعالمية الكبرى. فمن يمتلك وسائل اإلعالم يحدد خطها التحريري، كما الحظ الكاتب الفرنسي، آالن غريش. فإذا نظرنا إلى خريطة المشــهد اإلعالمي الغربي، سنجد أن معظم هذا اإلعالم تهيمن عليه مؤسســات معروفة بانتمائها السياسي لليمين المتطرف وأيديولوجيته الداعمة إلســرائيل، مثل إمبراطورية مردوخ اإلعالمية التي تبســط نفوذها على ثالث قارات (أســتراليا وأوروبا وأميركا الشــمالية)، ومجموعات إعالمية أخرى تملكها وترأســها شخصيات يهودية أو معروفة بوالئها إلسرائيل، ، " وورنر ميديا " ، ومجموعة " ديزنــي " ، ومجموعة " إن بي ســي " مثــل مجموعة ... ومجموعة رجل األعمال اليهودي الفرنسي، باتريك " ديســكفري " ومجموعة ،) i24 News ( " نيوز 24 آي " دراحي، الذي يملك القناة اإلخبارية اإلســرائيلية التي تروج أيضًا إلســرائيل، وصحيفة " بي إف إم " والقناة اإلخبارية الفرنســية . " لكسبريس " ، ومجلة " ليبراسيون " يفسر االقتصاد السياسي لوسائل اإلعالم الغربية نزوع األطراف المالكة لها نحو التحكم في إنتاج الخطاب العام الداعم لسياســات القوى الغربية واألطروحات اإلسرائيلية في معالجة القضية الفلسطينية أو الصراع العربي-اإلسرائيلي. وبهذه المناقض للحقوق " نـ َة �َ خطاب الصَهْي " الهيمنــة، يكرس معظــم اإلعالم الغربي خطاب " الفلســطينية، كما يقول األكاديمي محمد الشرقاوي، ويمعن في تجاهل الذي يقر بحق شــعب محتــل في الوجود على أرضــه التاريخية، " س ـ َطَنَة �َ الفَل ومعارضة استهداف المدنيين والقضاء على جميع مظاهر الحياة في قطاع غزة. هذا المنظور المؤدلج، الذي يروِج لخطاب الصهينة في معالجة القضية الفلسطينية، يُحوِل وســائل اإلعالم إلى جهاز أيديولوجي يُخرج حدث الســابع من أكتوبر/ " إرهاب " تشــرين األول من ســياقه التاريخي ويقدم إسرائيل على أنها ضحية لـ حماس. وكأن تاريخ المواجهة بين االحتالل اإلســرائيلي والمقاومة الفلسطينية . لذلك، تغلب على هذا المنظور فكرة القطيعة " طوفان األقصى " بدأ مع هجوم
73
Made with FlippingBook Online newsletter