159 |
مقدمة عــرف الذكاء االصطناعي تطورًا كبيرًا في الســنوات األخيــرة، فواكبه صدور عديد مــن المؤلفات واألبحاث تناولت مــا أحدثه ويحدثه من تحوالت في جميع مناحي الحيــاة. وقد كان للعلوم االجتماعية واإلنســانية نصيــب من هذه األبحاث، تناولت .) 1 الــذكاء االصطناعي من نواح متعددة، فلســفية وأخالقية واجتماعية وسياســية( ومــن أهــم ما صدر مؤخرًا في هذا المجال كتاب فيلســوف التكنولوجيا البلجيكي، ). وهو موجه 3 ( " الفلســفة السياسية للذكاء االصطناعي " ) بعنوان: 2 مارك كويكلبيرج( على الخصوص إلى الطالب والباحثين في فلســفة التكنولوجيا والفلســفة السياسية، وكذلــك إلى رواد االبتكار التكنولوجي وصانعي السياســات، وكل المهتمين بتأثير التكنولوجيا الجديدة على مجتمعاتنا. ويوظف الكاتب المفاهيم األساســية المتداولة في حقل الفلســفة السياسية الستكشاف النقاشات الرئيسية الدارجة في ميدان الذكاء االصطناعــي، مبينًــا كيــف تتأثر مختلف القضايا السياســية (الحريــة والديمقراطية والسلطة... إلخ) بتقنيات الذكاء االصطناعي، ليكشف عن الطبيعة السياسية المتأصلة لهذه التكنولوجيا الحديثة. يتكون الكتاب من خمسة فصول: يتناول الفصل األول ما يسميه كويكلبيرج العبودية اآللية، وإمكانية التالعب بالحرية بواســطة الذكاء االصطناعي. وينظر الفصل الثاني في إمكانية اســتعمال الذكاء االصطناعي في التحيز والتمييز. أما الفصل الثالث فهو عــن تهديد الذكاء االصطناعي للديمقراطية. بينما يشــرح الفصل الرابع كيف يجعل الذكاء االصطناعي المجتمع موضوعًا للتأديب والمراقبة. ويتســاءل الفصل الخامس الذكاء االصطناعي. ويختم " مخلوقات " عن الوضع السياســي لغير البشــر وخاصة كويكلبيرج كتابه باألســئلة المتعلقة بالسياســات التكنولوجية العامة. أما المقدمة فقد جاءت على شكل شرح تفصيلي لألساس المنطقي للكتاب وأهدافه ومنهجه. يأتي هذا الكتاب ليسُــد فجوة أكاديمية عميقة في ما يخص الفلســفة السياسية، التي ). وفض ًل عن مســعى ســد 4 أغفلت لوقت طويل، الذكاء االصطناعي، إال ما ندر( هــذه الفجــوة العلمية، يبقى األســاس المنطقي للكتاب هو خلق حــوار بين الفكر السياسي والتفكير في التكنولوجيا، بالعودة إلى نظريات الفلسفة السياسية في ماضيها
Made with FlippingBook Online newsletter