| 160
وحاضرها؛ قصد معالجة القضايا الخالفية التي تحتل مركز االهتمام السياسي الحالي وربطها بأســئلة آنية تتعلق بالذكاء االصطناعي والروبوتات. ولم يفت الكاتب إظهار كيف أن عمله هذا ليس مجرد تمرين في الفلسفة السياسية التطبيقية، بل يخوض أيضًا رؤى مثيرة لالهتمام عن البعد السياسي المخفي، واألعمق في كثير من األحيان، " في )، ما دامــت تقنيات الذكاء االصطناعي والروبوتات لها 5 ( " لهــذه التقنيات المعاصرة تأثيرات سياسية مقصودة وغير مقصودة، والتي يمكن مناقشتها بشكل مفيد باستعمال اإلطار المفاهيمي للفلســفة السياســية. وهنا يكمن تفرد الكتاب الذي بين أيدينا، من حيث اعتباره مســاهمة أصيلة في حقلين قد يبدوان للوهلة األولى متباعدين، وهما: فلسفة التكنولوجيا والفلسفة السياسية التطبيقية، ولكن استعماالت الذكاء االصطناعي في عدة ميادين أثبتت أن الفلسفتين تشتركان في العديد من النقاط، وتثيران إشكاالت عدة، وجب التفكير فيها، كما جرت العادة في تاريخ الفكر اإلنساني عمومًا. إن الســؤال األســاس الذي يوجه هذه القراءة في كتاب كويكلبيرج هو: إلى أي حد يمكن القول: إنه نجح في مســاعيه؟ هذا ما ســتحاول اإلجابة عنه، وذلك لتوضيح محاولــة الكاتــب ربط المفاهيم السياســية الكبرى بميدان الــذكاء االصطناعي من جهة، وللوقوف، من جهة أخرى، على ما أغفله بناء على األهداف التي سطرها في )، وهي فهم أفضل للقضايا المعيارية التي أثارها الذكاء االصطناعي 6 مقدمة الكتاب( والروبوتات وتســليط الضوء على القضايا السياســية الملحة وطريقة تشــابكها مع استعماالت هذه التقنيات الجديدة. . الذكاء االصطناعي وخنق حريات اإلنسان المعاصر 1 . فماذا يعني هذا المفهوم الحرية تساءل الكاتب في الفصل عن أهم مبدأ سياسي وهو في الوقت الحالي، عندما أصبح الذكاء االصطناعي يمنح طرقًا جديدة التخاذ القرار، بل والتالعب به والتأثير فيه؟ وما مدى هذه الحرية عندما يســهم الفرد بنفســه في العمل الرقمي لصالح الشــركات الكبيرة القوية؟ وهل اســتبدال الروبوتات بالعمال سيؤدي إلى استمرار العبودية فكرًا وممارسة؟ تــم تنظيم الفصــل وفقًا لتعاريف مختلفة للحرية، مناقشًــا االحتماالت التي توفرها ) في صنع القرار وتأثيرها السلبي على الحرية بمفاهيمها األساسية كما 7 الخوارزميات(
Made with FlippingBook Online newsletter