165 |
). لكن الكاتب يظل متشائمًا بشأن أي تغيير إيجابي في صالح 23 ( " حســب التصميم المواطنين األقل حظًّا، ألن المنطق الرأسمالي السائد يحتم على الشركات المتنافسة البحــث عــن -أو اصطياد - موظفين ذوي الخبرات العالية؛ ألنها ال تهتم بالحد من أشكال التمييز أو إرساء هذا النوع من العدالة إال إذا كان ذلك يتماشى مع مصالحها. وبناء على التقســيم الماركســي للمجتمع إلى طبقة رأسمالية (تملك وسائل اإلنتاج، بما فيها الذكاء االصطناعي) وطبقة عاملة (البروليتاريا)، يشير كويكلبيرج إلى أنه في ، يُستخدَم هذا األخير وسيلة الستغالل " رأسمالية الذكاء االصطناعي " إطار ما يسميه الطبقة العاملة. وحتى الروبوتات تُســتخدَم لتَحُل مَحَل العمال، مما يســهم في خلق طبقة من العاطلين عن العمل؛ الشــيء الذي يُسَــهِّل اســتغالل الذين ال تزال لديهم )، ببقائهــم تحت تهديــد قِلة الوظائف من جهة، وحــدة التنافس عليها 24 وظائــف( مــن جهة أخــرى. وكل هذا يضفي على المجتمعات الحديثة حالة من انعدام األمن االقتصــادي واالجتماعي، مــن المنتظر أن تصيب حتى الذين يتوفرون على مهارات )؛ فهؤالء يعيشــون حالة اســتنفار داخلي دائم نظرًا لضرورة 25 جيدة وأجور كبيرة( التفوق المطلوب منهم بصفة مستمرة، للمحافظة على وظائفهم. وفي ختام هذا الفصل، يؤكد كويكلبيرج عدم حيادية الذكاء االصطناعي ما دام البشر يتدخلون في خوارزمياتها بتحيزاتهم. ويدعو المواطنين في المجتمعات الديمقراطية، بمســاعدة خبراء الذكاء االصطناعي، إلى االنخراط في المســاعدة على تحليل وفهم تحيــز الــذكاء االصطناعي ومن ثم تصحيحه في اتجــاه تمييز إيجابي خدمة للعدالة بمفهومها الراولزي. . تهديد الذكاء االصطناعي آلليات الديمقارطية المعاصرة 3 ، إذ الديمقراطية يناقش كويكلبيرج في الفصل الثالث تأثيرات الذكاء االصطناعي على باإلمكان استعماله للتالعب بالناخبين واالنتخابات. كما يتساءل عن المراقبة بواسطة الــذكاء االصطناعي وقدرتها على تدمير الديمقراطية خدمة للرأســمالية. ويضع هذا الفصل النقاش في سياق نظرية الديمقراطية. ويُظهر سهولة الوقوف على تهديد الذكاء االصطناعي للديمقراطية. ففي عالقتها بالمعرفة، يرى الكاتب أن الذكاء االصطناعي )، ألنه يقدم إمكانيات جديدة إلنتاج المعرفة 26 يقــف بقوة إلى جانب التكنوقراطية(
Made with FlippingBook Online newsletter