169 |
). فكما 42 االســتحواذ على البيانات وتوظيفها من خالل فهمها لتاريخ االســتعمار( استعمار " استولى االستعمار التقليدي على األراضي والموارد من أجل الربح، يستغل ، في الوقت الحالي، البشر من خالل االستحواذ على البيانات وتوظيفها. " البيانات Michel كما وظف الكاتب مفهوم الســلطة عند الفيلســوف الفرنسي، ميشيل فوكو )، الذي يسلط الضوء على اآلليات الدقيقة للسلطة على مستوى المؤسسات )Foucault والعالقات اإلنسانية واألفراد. فيؤكد فوكو أن السلطة تأتي في شكل تأديب ومراقبة، وأنه في ظل الســلطة التأديبية المعاصرة، يعامل األفراد معاملة األشــياء، لجعل الفرد ). واستنادًا إلى هذا الطرح الفوكوي، يؤكد كويكلبيرج عودة أشكال 43 مطيعًا ومفيدًا( التحكم التي درسها فوكو في الماضي، مستعينة بالذكاء االصطناعي وعلوم البيانات ؛ لما 19 فــي الوقــت الحاضر. ويضرب الكاتــب لذلك مث ًل مكافحة وبــاء كوفيد- اســتخدمت مراقبة الشــرطة والتدابير التأديبية التقليدية مثل العزل والحجر الصحي، ولكن بتمكينها وتعزيزها بواســطة تكنولوجيا الذكاء االصطناعي الذي يســهِّل تتبع مواقــع األفــراد وكذلك االتصال بينهم، والتنبؤ بانتشــار الفيروس بناء على البيانات المتاحة، وتتبع ومراقبة المرضى الخاضعين للحجر المنزلي عبر الهواتف واألســاور .) 44 الذكية( ثم يعود كويكلبيرج كذلك إلى النهج الموجه نحو األداء، الذي مكنه من الوقوف على هوية المتحكمين والمتحكم فيهم في األداء التكنولوجي. وهكذا ال يرى كويكلبيرج في الذكاء االصطناعي مجرد أداة يستخدمها البشر لممارسة السلطة، ولكن له تأثيرات بقدر ما يُمنح " غيــر مقصــودة كذلك. ويصف أحد هذه التأثيرات على النحو اآلتي: الذكاء االصطناعي مزيدًا من الفاعلية، على سبيل المثال في القيادة الذاتية للسيارات والروبوتات والخوارزميات التي تعمل على اإلنترنت، وأيضًا عندما يصبح التأثير غير المقصود للذكاء االصطناعي أكثر انتشارًا، يصبح مُصمِّمًا ومُديرًا لحركاتنا وخطاباتنا .) 45 ( " وعواطفنا وحياتنا االجتماعية وهكذا مكَّنت هذه النظريات الكاتب من إلقاء الضوء على إغراءات وتالعبات الذكاء االصطناعي واالســتغالل الذي ينتجه في سياقه الرأسمالي، وتاريخ علم البيانات من حيث تمييز األشخاص وتصنيفهم ومراقبتهم.
Made with FlippingBook Online newsletter