العدد 20– نوفمبر تشرين الثاني 2023

171 |

وينتهي الفصل بتأكيد أن سياســات الذكاء االصطناعي غير المتمركزة حول اإلنســان تعيد تشــكيل العالقة بين اإلنسان والذكاء االصطناعي؛ ألن إذا ما تم تضمين الذكاء االصطناعي في المجتمع السياسي مع باقي الموجودات كما يطالب به مفكرو ما بعد اإلنسانية، فال ينبغي أن يكون محوره اإلنسان فحسب وال يكون في خدمة البشر أو خدمــة رأس مــال نخبة صغيرة منهم. بل يجب أن يكون موجهًا نحو قيمة ومصالح " Ecosystems " الكيانــات الطبيعية األخــرى كذلك، مثل الحيوانات والنظــم البيئية وكوكب األرض عمومًا. قد تبدو هذه المرحلة من التفكير نوعًا من الشــطح، رغم أنه يحظى بقبول كبير من التيار ما بعد اإلنســاني. لهذا تجند له بعض المشــتغلين بالذكاء االصطناعي، مُقللين من شأنه وأهميته. وهذا ما يذهب اليه على سبيل المثال المهندس الفرنسي األميركي ،) Apple لشركة آبل Siri وعالم الحاسوب (وأحد مصممي المساعد الصوتي سيري ؛ إذ يرى أن " الذكاء االصطناعــي غير موجود " ، في كتابه )Luc Julia( لــوك جوليــا الذكاء االصطناعي ال يمكنه أن يتخطى ذكاء اإلنســان بأي شكل من األشكال، ولن تقوم الروبوتات إال بما يأمرها به اإلنســان فحســب. فهي بإمكانها أن تُحسِّــن من أســلوب حياة البشــر في النقل والطب والبيئة...إلخ، لكن ال يمكنها الذهاب أبعد ). وبالنتيجة فإن الذكاء 53 من هذا؛ ألن ترميز الخوارزميات هو بين يدي اإلنســان( االصطناعي هو بالكاد آلية من آليات الصناعة الحديثة التي تخدم اإلنسان وتطور من مستوى عيشه فحسب. خاتمة يخلص مارك كويكلبيرج إلى أن القضايا التي نهتم بها حاليًّا في النقاشات السياسية والمجتمعية مثل الحرية والعنصرية والعدالة والديمقراطية تأخذ أهمية جديدة ومُلحَّة فــي ضوء التطورات التكنولوجية مثل الذكاء االصطناعي وعلم الروبوتات؛ وإلى أن وضع تصور لسياسات الذكاء االصطناعي والروبوتات ليس مجرد مسألة تطبيق مفاهيم منتمية إلى الفلسفة السياسية، ولكن هو دعوة إلى التفكير في المفاهيم ذاتها (الحرية، المساواة، العدالة، الديمقراطية...إلخ)، وأيضًا إلثارة أسئلة مثيرة لالهتمام عن طبيعة ومســتقبل السياســة، وعن أنفســنا. كما يرى الكاتب أنه نظرًا لتشــابك التكنولوجيا

Made with FlippingBook Online newsletter