العدد 20– نوفمبر تشرين الثاني 2023

| 38

الدولة. ومن الطبيعي أن يتم تعزيز أســلحة الدمار الشــامل بأنظمة ذكاء اصطناعي ألغــراض الــردع أو توجيه الضربة الثأرية؛ األمــر الذي يفرض تكاليف جديدة على المجتمع الدولي تتعلق بالتحديات األخالقية والقانونية المتعلقة باالستخدام العسكري والمدني للذكاء االصطناعي، بما في ذلك قوانين الحرب وحماية البيانات الشخصية. أيضًا ال ننســى التأثير الذي سينجم عن استخدام خوارزميات الذكاء االصطناعي في الحروب السيبرانية سواء ألغراض الهجوم أو الدفاع. ويمكن أن يُحدث الذكاء االصطناعي فارقًا في عمليات التنبؤ واالستخبار من خالل تحليل األنماط وكشــف العالقات مما يعزز فاعلية أداء جهات إنفاذ القانون وضبط اإلرهاب والجريمة المنظمة، ويؤثر الذكاء االصطناعي في القدرات االقتصادية للدول مــن خــ ل زيادة اإلنتاجية وتقليل فترة البحث العلمي إال أنه في نفس الوقت يهدد بتوليــد بطالة تنعكس على االســتقرار الداخلي للدولة وبالتالــي تؤثر على وضعها الدولي. ســيؤثر الذكاء االصطناعي إيجابيًّا على قدرات الشــركات العابرة للحدود وســلبيًّا على قدرات الدول كون هذه الشــركات تمتلك المشاريع الريادية في تطوير الذكاء االصطناعي بشكل يعزز اعتمادية الدول عليها، وصفوة القول: إننا ربما نشهد بدايــة لعصــر من التحــوالت العميقة في عدد من المفاهيم السياســية المألوفة مثل الديمقراطية، وســيادة الدولة، والخصوصية، ومقاييس القوة التقليدية مما يغير شكل العالقات الدولية. وتقدم هذه الدراســة تصورًا عن تأثير الذكاء االصطناعي بتطبيقاته المتعــددة علــى العالقات الدولية من خالل جملة من التغيرات التي ســتولِّدها هذه التقنية على سلم القوة وعلى قدرات الفاعلين الدوليين بدءًا من الفرد وصو ًل للدولة مــع ما يصاحب عمليــات التحول من بروز مخاطر وتكاليف جديدة تقع على عاتق الدولة ولربما يمتد تأثير الذكاء االصطناعي ليصل بنا إلى إعادة تعريف المســلَّمات اإلنسانية في غضون خمسين سنة المقبلة. أوًلً: فاعلو البيئة الدولية تدفعنــا الطبيعة الصراعية للعالقات الدوليــة باتجاه محاولة فهم هرمية القوة الدولية والوحدات التي تؤثر في هذه الصراعات لذلك نجد أنفســنا ندخل إلى حقل النظام مجموعة المتغيــرات المترابطة فيما بينها " الدولــي الــذي عرَّفه مورتن كابــ ن بأنه

Made with FlippingBook Online newsletter