43 |
أعبــاء جديدة، ســيكون للقدرة على مواجهتها، أثر بالــغ في مكانة هذه الدول، وقدراتها في موازين القوة العالمية، وربما يتحول بعضها إلى دول هشــة شديدة االعتماد على الخارج. مثل هذه التحوالت في موازين قوة الدول، متوقعة بشكل عام بســبب التحوالت العميقة جيوسياســيًّا وتقنيًّا، فض ًل عن البعد االقتصادي الــذي كان كوندراتييف، قــد وضعه في قالب دورات أو موجات حضارية تمتد عامًا، تصاحبها تقنيات جديدة تشــكِّل أساسًــا القتصاد جديد وتولد 60 - 40 بين تغيرات اجتماعية وثقافية وتجارية وإنتاجية هي التي تصوغ شــكل القوة العالمية .) 14 المهيمنة( 7 . ): يعتمد المعيار التقليدي لقياس قوة Gio AI ظهور جغرافية الذكاء االصطناعي ( الدولــة على نوعين من العوامل الجيوبوليتيكية، هما: عوامل ثابتة نســبيًّا (مثل: الموقع، والمســاحة، والشكل، والتضاريس، والحدود، وعدد السكان، والموارد الطبيعيــة، والقــدرات االقتصادية، والقــدرات العســكرية)، والعوامل المتغيرة (مثل: النظام السياســي، واألحزاب السياسية، والرأي العام، وجماعات الضغط ). وفي الغالب، فإن فاعلية وجودة عمل العوامل المتغيرة هو 15 واأليديولوجيا)( األهــم فــي معادلة القوة؛ إذ يمكن اعتبار العوامل الثابتة هي الخامات والعوامل المتغيرة هي األداة التي تحولها إلى قدرة، ومن هنا يكتســب الذكاء االصطناعي أهميته في رفع كفاءة وفاعلية جميع العناصر التي يتداخل معها، ومن ثم سيكون هنــاك معيــار جديد أهــم من العوامل الثابتــة وهو التوفر علــى تقنيات الذكاء االصطناعــي التي تمكِّــن الدولة من تعويض النقص الحاصل لديها في العناصر الجيوبوليتيكية الثابتة، فمث ًل الدول التي تعاني من قلة عدد الســكان يمكنها أن تعــوض النقــص الحاصل في الكتلة البشــرية في قواتها المســلحة بالروبوتات العســكرية وأنظمة القيادة والســيطرة الذكية فض ًل عن األسلحة المستقلة وهذا يشمل كل الصنوف. والدول التي تعاني من شح الموارد الطبيعية يمكن أن تعتمد على التقنيات التي تســوقها في تعويض هذا النقص فض ًل عن إمكانيات الذكاء االصطناعي في الكشــف والتنقيب والعمل في البيئة الصعبة مثل أعماق البحار أو المناطق المناخية الخطيرة، واألمر ذاته ينطبق على الموارد البشرية التي يمكن تعويض نقصها باآلالت، فالمهم في النهاية ليس التوفر على الموارد بقدر التوفر على المعرفة التي تسخر الموارد وبالتالي فإن دو ًل صغيرة الحجم، قليلة السكان،
Made with FlippingBook Online newsletter