45 |
)، إال أن ســرعة التطور ال تالئم الجهود المتواضعة في هذا الصدد. 18 الدولة( ومن المتوقع أن تبرز مشــكلة قانونية جديــدة تتعلق بتحيز الخوارزميات؛ األمر الذي يتطلب ضمانات فنية لمنع ذلك وقواعد قانونية تنظمه، أما إذا ما توسعنا في النظر لمستقبل الذكاء االصطناعي فسينتهي بنا المطاف إلى بنى مفاهيمية جديدة، فعلى ســبيل المثال إذا ما تطورت األجزاء التعويضية الصناعية لجســم اإلنسان بمســتوى متقدم بحيث أمكننا أن نعوض معظم األجزاء المتضررة من الجســم (السيما إذا ما اتحدت تقنيات النانو مع الهندسة الجينية مع الذكاء االصطناعي) ولم يبق من جســم اإلنســان غير الدماغ فهل يمكن أن نستمر بتسميته إنسانًا أم هو إنســان محسن أم إنه نصف إنســان ونصف آلة (سايبورغ)؟ وصفوة القول: إن المشرعين والقانونيين ينتظرهم عمل معقد وكبير لوضع قواعد ضابطة لعصر الذكاء االصطناعي ولعلنا نبدأ بتأسيس عقد اجتماعي جديد خاص بعصر بالذكاء االصطناعي. 10. تحوالت القوة: لطالما فرضت النظرية الواقعية نفســها في البيئة الدولية مرسخة ). لذلك تســعى الدول إلى 19 مبــدأ القــوة عنصرًا مركزيًّا في العالقات الدولية( تعظيــم قوتهــا ومحاولة التفرد بنوع من القوة يضمن لها الريادة والهيمنة ألطول مدة ممكنة. ومن المتوقع أن يُحدث الذكاء االصطناعي تطورًا نوعيًّا غير مسبوق في معادلة القوة، وسيكون عماد هذا األمر هو إمكانية الدولة على حشد وتنظيم المواهــب الفردية الخاصة بالذكاء االصطناعي وحصاد البيانات فض ًل عن إيجاد القــوة الحاســوبية المالئمة. هذا األمر ســيعمل على تعزيز إمكانية الشــركات المتعــددة الجنســيات كونها هي الجهات التي تقــود عمليات البحث والتطوير، وســيكون بناء المدن الذكية وتشــغيل نظام النقل اآللي وتوريد الطائرات بدون طيار واألســلحة ذاتية التشــغيل هي من إنتاج غير وطني ألغلب الدول المتأخرة أي إن النظام األمني والسيطرة التقنية واالقتصادية للدول ستكون بيد المنتج غير ). هذا األمر سيوســع فجوة القوة بين الدول المنتجة لتقنيات الذكاء 20 الوطني( االصطناعــي والــدول المعتمدة على الخارج. إن اهتمامــات النظام الدولي في القرن الحادي والعشــرين ســتدور حول البحث العلمي خاصة في مجال الذكاء االصطناعي والفضاء الخارجي.
Made with FlippingBook Online newsletter