العدد 20– نوفمبر تشرين الثاني 2023

| 56

مجاالت تطبيقاته. ومن المُتوقع أن تكون المنتجات التكنولوجية التي سيجلبها الذكاء االصطناعــي في المســتقبل عبارة عــن (حاوية للمعرفة اإلنســانية)، ويمكن للذكاء االصطناعي أن يحاكي عملية المعلومات المتعلقة بالوعي والتفكير البشري. المهم هنا أن الذكاء االصطناعي ليس ذكاء بشريًّا، لكنه يمكن أن يكون مشابهًا للتفكير ! وهناك تجارب ناجحة لتجاوز حدود الذكاء " البشري، وربما يتجاوز الذكاء البشري االصطناعــي الضعيف، أو الضيق، والمتمثــل باألنظمة المصممة لمهام محددة مثل التعرف على الوجه، أو برنامج التعرف على الصوت، إلى أنواع متطورة من األنظمة المثيــرة لإلعجاب في حد ذاتها، والتي تعرف باســم الذكاء االصطناعي القوي، أو الذكاء االصطناعي الكامل، والذي يمثل الحصول على قدرة لآللة يمكِّنها من تنفيذ األداء الذكي العام، والذي يُظهر ســلوكًا شــبيهًا باإلنســان بما في ذلك قدرات حل المشــكالت دون أي تعليمات من البشــر، وصو ًل إلى الذكاء الخارق، والذي يمثل الرغبة في جعل اآلالت قادرة على الشعور بالوعي. لقــد تطورت تقنيات الذكاء االصطناعي بســرعة هائلــة، وغيَّرت العديد من جوانب حياتنا الحديثة. ومع ذلك، ظهرت مخاوف من إمكانية استخدام هذه التقنية ألغراض ضــارة. عندما يســمح الذكاء االصطناعــي لجهاز الحاســوب أن يفكر، ويتصرف، ويستجيب كما لو أنه إنسان، وبوجود كميات هائلة من المعلومات والبيانات، وحيث يتم تدريب هذه األجهزة على تحديد األنماط الموجودة فيها لتصبح قادرة بعد ذلك على إنتاج تنبؤات، وحل المشــكالت، وحتى التعلم من أخطائها، مرورًا إلى انتاج تطبيقات الدردشــة التي أصبحت على مســتوى عال من الشهرة مؤخرًا كأمثلة على ما يسمى بالذكاء االصطناعي (التوليدي)، هو شكل آخر من الذكاء االصطناعي؛ إذ يتعلم كيفية بناء معلومات جديدة من البيانات واألنماط الســابقة، بحيث يكون قادرًا على إنشاء محتوى جديد وأصلي يبدو كما لو تم إنشاؤه بواسطة إنسان. وتبشــر كل هذه التطورات التي شــهدتها تقنيات الذكاء االصطناعي، بفرص هائلة وواعدة لإلنســانية، يقابلها تحديات ومخاطر جســيمة، والتقنيــة برمتها ال تزال في بداياتها حاليًّا، وأن الوصول إلى الذكاء االصطناعي بشكله المنتظر لن يكون مفاجئًا، أي ليس كما يشــبهه البعض باكتشــاف وصفة ســحرية خارقة، فما زال إنتاج أنظمة الذكاء االصطناعي المتكاملة بحاجة إلى تطور علوم حالية وابتكار علوم جديدة، أي

Made with FlippingBook Online newsletter