العدد 20– نوفمبر تشرين الثاني 2023

| 60

االستخدام العسكري لتقنيات الذكاء االصطناعي تســعى الدول كافة في سياساتها االستراتيجية لألمن والدفاع، لتأمين أقصى درجات التفوق. ويعتبر االستخدام العسكري لتقنيات الذكاء االصطناعي اليوم من أهم عناصر التفــوق القومــي، ودخلت هذه التقنيات بكثافة في الصناعة والعمليات العســكرية، وحماية األمن القومي، ليصبح االستثمار في هذه الصناعة هو األكبر في العديد من الدول المتقدمة، فتم تخصيص موازنات ضخمة للبحث والتطوير في التقنيات الحالية والمســتقبلية بما يخدم التطبيقات واألجهزة والمعدات العســكرية، ويطور التعاطي بكفاءة مع البيانات الضخمة، وتعزيز مهارات التخطيط وصنع القرار وتقليل المخاطر. وعلى الرغم من أن قوة الذكاء االصطناعي تكمن في قدرته على التعامل مع المواقف المختلفــة، إال أن تطبيــق تقنياته في مجال الدفاع والمواجهة العســكرية مع العدو فــي البــر والبحر والجو يحتاج درجة عالية من (الكفــاءة والتقنية األكثر تطورًا) في بيئة قتالية متغيرة بشــكل ديناميكي مســتمر يجعل من هذه التقنيات عرضة للتشوش وارتكاب األخطاء القاتلة والتي تؤدي لعواقب وخيمة، لذلك، أنشأت الدول المتقدمة تخصصات تقنية خاصة بذلك. وعلى سبيل المثال، قامت وزارة الدفاع األميركية (البنتاغون) بتطوير تخصص تقني جديد يُعرف باســم (الذكاء االصطناعي المســؤول)؛ حيث يمكن من خالله اعتماد وتطبيق معايير محددة في تطوير واختبار وفحص أنظمة الذكاء االصطناعي من أجل تجنــب األخطــاء. ويعتمد هذا التخصص في جوهره على تطوير أنظمة الحاســوب التــي يمكنهــا أداء مهام (تتطلب عادة ذكاء بشــريًّا)، مثل اإلدراك البصري والتعرف علــى الكالم واتخاذ القرار وترجمة اللغات، وهي مهمات تختلف عن هدف الذكاء االصطناعــي التجــاري، والمتمثل في تعليم خوارزمية كيفية القيام بمهمة محددة، ما يتطلب الكثير من البيانات والعديد من األمثلة لما يجب أن تفعله وما يجب أال تفعله. وتلعب سرعة تبادل المعلومات والتنبؤ بالخطوة القادمة للعدو في الذكاء االصطناعي في العمليات العسكرية تأثيرات استراتيجية وتكتيكية حاسمة؛ إذ إنه يعمل على تقديم المعلومات بســرعة إلــى مراكز القيادة والمقاتلين حتى يتمكنــوا من اتخاذ قرارات حاســمة معززة بالبيانات قبل أية خطوة للعدو. كما يجب وقبل كل شــيء أن تكون

Made with FlippingBook Online newsletter