العدد 20– نوفمبر تشرين الثاني 2023

| 62

ويمكن لألنظمة والمعدات العســكرية المجهزة بالذكاء االصطناعي أن تكون قادرة علــى التعامل مع كميات أكبر من البيانات وبشــكل أكثر كفــاءة، باإلضافة إلى أنها تساعد في التشغيل الذاتي لألنظمة القتالية، والمساعدة في اتخاذ القرارات الحاسمة لقدراتها في الحوســبة والتنبؤ، والمساعدة في تحسين جمع المعلومات االستخبارية والعمليات المستقلة. لقد شــهدت تقنيات الذكاء االصطناعي تطورًا ســريعًا في السنوات القليلة الماضية، وتعددت اســتخداماتها على المســتوى العملي في التطبيقات العسكرية، حتى باتت أنظمة األســلحة الفتاكة المســتقلة تُوصَــف بالثورة الثالثة في الحــرب بعد البارود واألسلحة النووية، لما لها من قدرة على تحديد وتدمير أهداف مستقلة دون التدخل البشري المباشر على نحو يؤكد أهميتها في مجال الحروب، السيما في ظل التغيرات المتوقعة في طبيعة المعارك المســتقبلية، ومع تعدد التهديدات التي تجب مواجهتها من خالل دفاعات عالية التقنية، وأهمية استخدامها في عمليات االستهداف التلقائي، والتحليل اآللي للبيانات االستخباراتية، وتحسين اللوجستيات، وغير ذلك. وشهد استخدام تقنيات الذكاء االصطناعي في األسلحة والحروب العسكرية الحديثة تطورًا ملحوظًا في السنوات القليلة الماضية، في استخدام أنظمة األسلحة الفتاكة الذاتية التشــغيل التي يمكنها اختيار أهدافها والقضاء عليها دون مراقبة بشــرية، كالطائرات بدون طيار الذاتية القيادة، والمســتخدمة أيضًا ألغراض استطالعية كالرصد والتعقب والتجســس، أو ألغراض عملياتية كالقصف وإطالق الصواريخ وإلقاء المتفجرات، ولعل طبيعة المواجهات العســكرية في حرب أوكرانيا خير دليل على التطور الذي شهدته هذه التقنيات واستخداماتها. وتلعب الحلول االبتكارية لتقنيات الذكاء االصطناعي في الصناعة العســكرية أدوارًا متعددة في رفع القدرات وتحسين الكفاءات العسكرية وفعالياتها وفي إيجاد أسلحة ذات تكنولوجيا ذكية ذاتية القيادة يمكنها توجيه نفسها إلى األهداف دون تدخل بشري وبدقة عالية وتقليل الخســائر في األرواح، أو يتم التحكم فيها عن بعد، أو تقنيات يمكن استخدامها للمراقبة واالستطالع والهجوم. ووفقًا لذلك، فإن التوجهات المستقبلية للتصنيع العسكري ستشهد تركيزًا كبيرًا على تطوير منظومات الذكاء االصطناعي واســتثمار قدراتها في األســلحة والمؤسســات والمعدات العسكرية كما يلي:

Made with FlippingBook Online newsletter