| 66
وكذلك استخدام الخوارزميات في صنع القرار لتنفيذ مجموعة من العمليات، الجوية والبرية والبحرية، وذلك بشــكل مســتقل عن اإلشراف والتدخل البشري، أو متناغم معه، والذي يشكل عامل قوة وحسم في إدارة المعارك بكل أشكالها. . نالحظ أن الشركات العالمية اليوم، لم تعد تنظر إلى الذكاء االصطناعي كوسيلة 3 لتعظيــم األرباح وحســب، بل تعتبره طوق نجاة في بحر مــن المتغيرات الخاطفة، والمثير أن الذكاء االصطناعي لم يضع بصمته في الدفاتر المالية للشركات وحسب، بل وصل إلى سباق التسلح والتنافس بين القوى العظمى. ومن بين السياسيين الذين إن مصير البشــرية يعتمد " أدلوا بدلوهم في هذا المجال هنري كيســنجر، الذي قال: ، إال أن التحدي أمام تعايشــهما بحســب " علــى قدرة أميركا والصين على التعايش الدبلوماســي الذي احتفل قبل أيام بدخول قرنه الثاني، هو المنافســة الشــديدة التي يزيدهــا الــذكاء االصطناعي حدة. إن هذه المنافســة التي تزداد حدة كل يوم تهدف اكتســاب القدرة على اإلدارة الناجحة للمواجهة العســكرية وحسم أي " بوضوح إلى . " معركة قد تنشب مستقبًل ومهما كانت طبيعتها - تعمل المؤسســات العســكرية في بيئة أكثر ديناميكية وتقلبًا، وإذا كانت تقنيات 4 الذكاء االصطناعي قد أســهمت في تلبية شــروط جودة البيانات وتقييمها في هذه المؤسســات، فإن تلبيتها في ظروف القتال العنيف والتغير المستمر في حركة القطع العســكرية سيكون أصعب بكثير. ومع ذلك، فإن السعي للتغلب على هذه الصعاب سيكون عامًل إضافيًّا فعاًل في إدارة المعركة وحسمها. . علــى الرغــم من أن تقنيات الذكاء االصطناعي لن تكون بدي ًل لإلســتراتيجيات 5 الضعيفة، فاإلســتراتيجية الناجحة والقيادة واإلرادة السياســية ال يمكن أتمتتها، ألنها ترتبط بتقييمات القيم واألهداف واألولويات، وهي جوانب ال يتمكن غير البشر من التعامل معها، إال أن هذه التقنيات الذكية ســتوفر العديد من التحســينات التكتيكية لخدمة اإلستراتيجية ومساعدة القادة العسكريين في إدارة المعارك وحسمها. . ســتؤمِّن تقنيات الذكاء االصطناعي تطوير أنظمة حرب فعالة، تكون أقل اعتمادًا 6 على المدخالت البشــرية في المنظومات القتالية في الجيش وفي مختلف الميادين، برية وبحرية وجوية وفضائية، ألن استخدام هذا المجال، سيمكِّن القيادات العسكرية من تحسن إدراة العمليات العسكرية السريع والدقيق النتائج.
Made with FlippingBook Online newsletter