العدد 20– نوفمبر تشرين الثاني 2023

75 |

لقد غذَّت الحرب في أوكرانيا الحاجة الملحَّة إلى تنظيم حملة تحث على استخدام األجهزة القائمة على الذكاء االصطناعي في ساحة المعركة، وبدأت الجيوش تتسابق لتحديث ترســاناتها بأحدث التقنيات، لكن المخاوف األخالقية طويلة األمد بشــأن اســتخدام الــذكاء االصطناعي في الحروب أصبحت أكثــر إلحاحًا؛ حيث أصبحت التكنولوجيا أكثر تقدمًا، في حين أن احتمال وضع قيود ولوائح تحكم اســتخدامها باتت بعيدة المنال أكثر من أي وقت مضى. الذكاء االصطناعي بين طموح الشركات وتقبل القيادات العسكرية يواجه تطوير الذكاء االصطناعي جدًل حول عالقته باألخالقيات وحقوق اإلنســان؛ حيث يعتبر تبني الجيوش لهذا االستخدام مسألة حتمية لكنه يتضمن تعقيدات أخالقية وينطوي على تنازالت. إن تعزيز الطلب على الذكاء االصطناعي شيء وإقناع الجيوش بتبنيه شــيء آخــر تمامًا، ويرجع ذلك جزئيًّا إلى أن الصناعــات الدفاعية في معظم البلدان ال تزال تهيمن عليها عادة مجموعة من كبار الشركات المتعاقدة الذين يميلون إلى امتالك خبرة في المعدات العسكرية أكثر من برامج الذكاء االصطناعي. ويرجع ذلك أيضًا إلى أن عمليات التدقيق العســكري التقليدية تتحرك ببطء مقارنة بالسرعة الفائقة التي اعتدنا أن نراها في تطوير الذكاء االصطناعي؛ ولذلك فإن استيعاب مثل هذه األسلحة من النواحي التقنية والميدانية واألخالقية قد يمتد لسنوات طويلة، تكون فيه هذه األسلحة قد تطورت بشكل جوهري في شركات اإلنتاج. لقد نتج عن هذا الوضع أن أصبحت الجيوش أمام خيار صعب يتمثل في االنطالق بســرعة كبيرة توازي ســرعة تقدم التكنولوجيا، وحينها ستخاطر بنشر أنظمة لم يجر اســتيعابها جيدًا وإدخالها في صميم العقيــدة القتالية وعمليات التعبئة، أو أن تختار االستمرار بنهجها البطئ التقليدي، وهذا سيجعلها متأخرة عن ركب التكنولوجيا ربما لصالح خصومها. لقد حدثت تطورات تقنية مهمة في تأثير انتشار تطبيقات تقنيات الذكاء االصطناعي، وتوالى بعد ذلك ظهور جيل أكثر تقدمًا، مع أنه يُعد أقل قدرة من البشر في العديد من ســيناريوهات العالم الحقيقي، فإنه يعرض أداء على مســتوى األداء اإلنســاني في مختلف المعايير المهنية واألكاديمية، وقد فتح فرصًا أمام اإلبداع واالكتشــافات

Made with FlippingBook Online newsletter