العدد 20– نوفمبر تشرين الثاني 2023

77 |

إذ تتأثر االســتراتيجية العســكرية، بحكم كونها مجموعة مــن الخطط واإلجراءات والتكتيكات التي تستخدمها القوات المسلحة في تحقيق أهدافها العسكرية، بالوسائل الميدانية التي يستخدمها القادة لتحقيق هذه األهداف، سواء كانت هذه األهداف تتعلق بالدفاع عن البالد أو الهجوم على عدو محدد. وبدخــول تقنيات الذكاء االصطناعي للمفاصل األساســية للمعدات واألســلحة في البر والبحر والجو، فإن هذه االســتراتيجية العســكرية ســتتعرض لمتغيرات مهمة، فعند تحليل قدرات العــدو ومناطق االهتمام، والثغرات، واالحتماالت والتهديدات على القوات العســكرية وصنوفها، ووضع الخطط الفعالة لمواجهة العدو ومنعه من تحقيق أهدافه، والحفاظ على القوة العسكرية ولتعامل مع التحديات في أكثر الظروف صعوبة، وبحكم تطور وســائل المواجهة فإن تقنيات الذكاء االصطناعي تلعب دورًا بارزًا في ذلك بما في ذلك التدريب والتجهيز وتخطيط العمليات والتحركات والخطط االستراتيجية األخرى. في الحروب الحديثة، يُلقي االســتخدام الواســع للتكنولوجيــا والذكاء االصطناعي بظالله الكثيفة على المســتوى االســتراتيجي والعملياتي والتعبوي، وإســناد القادة وعلى كافة المســتويات بضوء متغيرات البيئة االســتراتيجية على المستوى اإلقليمي والدولــي واســتخدام تكنولوجيا الفضاء الرقمي، وهو مــا ينعكس على إعداد وبناء القوات المسلحة وكذلك على إعداد االستراتيجيات العسكرية والسياسات الدفاعية، بما يخدم ويدعم جوانب الدفاع الوطني. وتتميز الحرب الحديثة بتأثيراتها على كافة عناصر القوة الوطنية للدولة (السياســية، واالقتصاديــة، واالجتماعية، والتكنولوجية والعلمية، والثقافية، والنفســية)، باإلضافة إلى القوة العسكرية. وتستهدف أسلحة الحرب الحديثة والذكاء االصطناعي الشعوب والقادة أكثر من استهدافها للقوات المسلحة، بهدف تغيير سلوك األطراف المتحاربة أو لتدميرها من الداخل، ومن هنا يأتي دور مؤسسات الدفاع الوطني واألمن الوطني في الدولة لتخصيص األولوية األولى في حماية المؤسسة العسكرية واألجهزة األمنية من االختراق الفكري ألن األمن الفكري هو خط الدفاع األول. وبنــاء علــى ذلك، ينبغي علــى منظومة الدفاع الوطني أن تؤمِّــن الحماية للمجتمع والمنظومــات المختلفة، وليس فقط في األبعاد التقليديــة، البرية والبحرية والجوية

Made with FlippingBook Online newsletter