| 82
االستراتيجية على المفهوم النفسي الذي يحمل نفس االسم. ومع تطور تقنيات الذكاء االصطناعي، وتزايد عدد الهجمات السيبرانية بشكل حاد، فقد أصبحت قدرة نظريات الحرب الباردة، ومنها نظرية الردع، موضعًا للتساؤل. وألن للهجمات السيبرانية على اختالف أنواعها آثارًا تدميرية ال تصيب شــبكات المعلومات فحســب، بل تمتد إلى البنية التحتية الوطنية أيضًا، فإن الردع السيبراني ضروري على الرغم من وجود عدد من اإلشــكاليات التي تواجهه مثل: اإلســناد، والعقبات القانونية، والفاعلين من غير الدول والمصداقية، وغيرها. لذلك على الردع الســيبراني التصدي لمختلف الطرق التي يحدث بها االختراق، أو تُشن بها الهجمات، ومنها اختراق األجهزة المستهدفة والشبكات والمعلومات، التي تعتمد على نقاط الضعف التقنية في الشبكات وأجهزة الحاســوب؛ إذ يعتمد عديد من العمليات عن بعد على احتمال أن يســتقبل الضحايا رسالة أو ملف يتضمن برنامجًا ضارًّا يهدد أنظمتها بشكل غير مقصود. إن استراتيجية الردع الفعالة يحب أن تتضمن اإلعالن عن استجابة واستعراض قدرات اســتجابة فاعلة، مثل: فرض العقوبات، وتطوير ونشر قدرات دفاعية لمنع نجاح أي هجوم محتمل، فض ًل عن إنشاء قوات متخصصة للمهمات السيبرانية، وتطوير وتعزيز البنية التحتية العســكرية والتجارية المهمة لكي تصد أي هجوم محتمل، ناهيك عن تعزيز وتطوير االستخبارات الكتشاف هوية المهاجم. وال يكفي لتلك االستراتيجية االعتماد على القدرات السيبرانية أو النووية فحسب، بل يتطلب األمر االعتماد على األسلحة غير النووية، على نطاق واسع، مثل: الضربات التقليديــة والدفاع الصاروخــي، والفضاء الهجومي. إن طبيعة العمليات الســيبرانية تُقوض من الدور المحتمل للردع، وقد تجعله عديم الفائدة كليًّا. ورغم ذلك، تتزايد أهميته في ظل هشاشة الدول في االستجابة للهجمات السيبرانية من ناحية، وقدرتها .) 20 على ردع بعض الفاعلين من ناحية أخرى. ولكنه إجما ًل لن يكون فعا ًل تمامًا( لقد أصبح ردع العدوان اليوم مهمة أصعب من ذي قبل، وســتزداد صعوبته نتيجة للتطورات التكنولوجية والجيوسياســية، وتمتد المنافســة العسكرية لتشمل عددًا من الســاحات الجديــدة، مثل الفضــاء والفضاء اإللكتروني، وصو ًل لقــاع البحر، وقد صعَّبت اإلمكانيات الجديدة من فرص تحديد قياس دقيق لميزان القوى، ومن ناحيته، يهدد التقدم في مجال علوم اإلدراك األســس النظرية الســتراتيجية الردع عبر انقالبه
Made with FlippingBook Online newsletter