المهدّدات الداخلية للأمن الوطني شــكّلت المهدّدات الداخليــة الخطر الأكبر على الأمــن الوطني الليبي، وذلك لأن هــذه المهددات أضعفت قدرة الدولة على التصدي للمهدّدات الخارجية، فالأمن الوطني الداخلي يعد من أهم الركائز التي تُبنى عليها استراتيجية الأمن الوطني. ومن تلك المهددات الداخلية التي شكّلت اختراقًا كبيرًا للأمن الوطني الليبي: التمرد العســكري: كان التمرد العســكري يمثل الخطر الأكبــر الذي عطّل بناء الدولة ومؤسســاتها العسكرية والأمنية وضيّع مقدرات الدولة وأعاق محاولات الدفع بعجلة التنمية، وزجّ بالمكوّن القَبَلي في أتون مغامرات حفتر الانقلابية؛ فمزق النسيج الاجتماعي وضرب الوحدة الوطنية، وفتح فجوات أمنية في جدار الأمن الوطني الهش، استغلها تنظيم الدولة، فتمدد إلى مدينة سرت. الإرهاب: اســتغلت التنظيمات الإرهابية؛ الســيولة الأمنية التي تعاني منها ليبيا، وحالة التمرد العســكري الداخلي، فتســربت إلى البلاد وشــكّلت تهديدًا خطيرًا على أمنها، وتمكنت من إقامة أكبر قاعدة لتنظيم الدولة في شــمال إفريقيا بمدينة ســرت. كما أن بعض دول الجوار لم تقم بدورها الأمني بشــكل مســؤول فتســرب عدد من . ((( الإرهابيين من مواطنيها إلى ليبيا هشاشة المؤسسات الأمنية: إعادة بناء المؤسسات الأمنية والعسكرية ليس بالشيء اليسير، فهو يحتاج إلى وقت وجهد وإرادة وسيادة، وهذا لم يتوافر للدولة الناشئة من جديد؛ فعانت هذه المؤسسات من ضعف وهشاشة أضرّت بالأمن الوطني. الكتائب المســلحة: اضطــرت الحكومــات المتعاقبة للاعتماد علــى الكتائب المســلحة، التي تأسســت بعد الثورة، بشكل رئيســي في كل المحطات التي واجهت فيها هذه الحكومات تهديدات، وفشلت كل المحاولات لدمج هذه الكتائب في مؤسسة الجيش، أو المؤسسات الأمنية، أو المدنية، بسبب قصور هذه المحاولات وعدم وجود اســتراتيجية وطنية شــاملة، تتســم بالمصداقية وتعالج الحد الأدنى من مخاوف هذه الكتائب وتلبي حاجات أفرادها. التحدي الاقتصادي: اجتمع على الاقتصاد الليبي غياب الرؤية وتعثر المحاولات 29 ، العرب، " تونستتسلم من ليبيا أبناء الدواعشمن دون إعداد استراتيجية ملائمة " رمضاني، نسرين، ((( https :// bit . ly / 379TzmI :) 2020 سبتمبر/أيلول 16 ، (تاريخ الدخول: 2020 يناير/كانون الثاني
107
Made with FlippingBook Online newsletter