خاتمة سعى هذا الكتاب إلى تتبع مسار اللواء المتقاعد، خليفة بلقاسم حفتر، وطموحه المبكر في الوصول إلى السلطة، ومحاولاته المتكررة للانقضاض عليها في كل فرصة ستضمن له مقعدًا 1969 ظنها سانحة؛ فقد اعتقد أن مشاركته مع القذافي في انقلاب إلى جانبه في قمرة القيادة ولكن خاب ظنه. وبعد ســنوات من خدمة القذافي التحق بمعارضيــه في الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، الذين ســاءت العلاقة بينه وبينهم بســبب الطموح المســتعجل للوصول إلى القيــادة، فانقلب عليها، مادّا خيوط الود من جديد ، انشغل بالمنافسة 2011 مع القذافي. وحين التحق بثورة السابع عشر من فبراير/شباط على منصب قائد الجيش، وبدأ ســريعًا محاولات ترتيب انقلابه العسكري، وما زالت دماء الشهداء تنزف؛ فكانت اتصالاته ببعض القيادات الاجتماعية والعسكرية في مدينتي ترهونة وبني وليد، لكن المحاولة فشلت، بسبب حيوية الأجهزة المنبثقة عن الثورة. ، 2013 ثم واصل حفتر مساعيه بعد عودته الثانية من الولايات المتحدة، في العام وكانت عينه على العاصمة، طرابلس، التي وصل فيها لتحالف مع لواء القعقاع وكتيبة الصواعق التي كانت بالعاصمة، وكان ذلك بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة. وبدأ حفتر يتواصل مع الساســة والضباط والإعلاميين محاوً الحصول على دعمهم لمشروعه بإسقاط المؤتمر الوطني العام، والاستيلاء على السلطة. وهي المساعي التي ، وكان الانقلاب فيه صريحًا، لكن 2014 فبراير/شــباط 14 تُوّجَت ببيانه المتلفز، في نتائجه لم تتجاوز مجرد البيان المتلفز ولم يكن له أثر على الأرض بســبب الخلاف مع الكتيبيتين السابق الإشارة إليهما، كما أوضحنا في متن الدراسة. وحين مُني انقلاب حفتر بالفشــل في العاصمة، طرابلس، اختار تغيير منطلقات الخطاب لتكون الحرب على الإرهاب، وتغيير ســاحته لتكون بنغازي بدي ً. وكانت خلفية التغيير واضحة؛ ففي بنغازي هناك احتقان بسبب الاغتيالات والاختطافات التي كانت قوات حفتر مسؤولة عن جزء منها، كما أثبتنا ذلك بشهادات قيادات من كتائب حفتــر. وكان خطــاب محاربــة الإرهاب دغدغة لعواطف بعــض المكتوين بنار تلك العمليات من السكان، واستدرارًا لدعم جهات خارجية مستعدة للتعاطي مع أية جهة تردد تلك الشعارات، حتى ولو كانت من دون محتوى حقيقي.
113
Made with FlippingBook Online newsletter