كتاب عملية فجر ليبيا

وبعد تخرجه في الأكاديمية الملكية العســكرية ببنغازي بثلاث ســنوات، كانت ثمــرة تخطيــط معمر القذافي قد نضجت، ونفذ انقلابه الــذي أطاح بالملك، إدريس . لكن القذافي حين أعلن أسماء 1969 السنوســي، بداية شهر ســبتمبر/أيلول من عام لم يكن خليفة بلقاسم حفتر من ضمنهم؛ فقد اختار: عبد ((( أعضاء مجلس قيادة الثورة الســ م جلود وأبوبكر يونس جابر وعبدالمنعم الهوني ومحمد نجم وعمر المحيشــي ومصطفى الخروبي وبشــير هوادي ومختار القروي وامحمد أبوبكر المقريف وعوض حمزة والخويلدي الحميدي. وفيما يبدو، فإن هذا الاختيار شكّل صدمة للضابط الذي كان يرى نفسه مؤهً للمهام القيادية. عُــرِف عن معمر القذافي شــغفه بالقراءة وقدرته علــى الإنصات لمحدثيه، كما عُــرف عنه قدرته على طرح أســئلة ذكية في الوقت المناســب على محاوريه، وكان متضلعًا في التاريخ وعلى إلمام بالسياسة الدولية، ومستوعبًا لتركيبات المجتمع الليبي، وقد مكّنته هذه الميزات، التي اســتغلها بشــكل ســلبي، من أن يحكم ليبيا لمدة اثنين وأربعيــن عامًا، نجــا خلالها من المؤامرات الداخلية والخارجية. ورغم حرص خليفة حفتر الظاهر على محاكاة القذافي، وطموحه الجارف للكرسي الذي جلس عليه الزعيم الليبي، غير أنه (حفتر) لم يمتلك إحساس أستاذه، القذافي، بالزمن ومعرفة اتجاهات الأحداث والسياســات والواجب اتباعه بالســرعة اللازمة، فقد جاء متأخرًا عن الزمن الليبــي ولــم يفلح في قــراءة اتجاه رياح التغيير، وخير الأدلــة على ذلك انهماكه في التخطيط للانقلابات العسكرية، وبناء كل خططه على البندقية والدبابة في سنوات يتوق فيها الليبيون إلى الحرية والديمقراطية. لم تغب عقدة الهزيمة الأولى، التي مثّلها الاستبعاد من مجلس قيادة الثورة، عن ذهن حفتر على ما يبدو، وظلت تلاحقه، ويلاحقه معها ذلك الظمأ إلى صناعة صورة شبيهة بصورة القذافي الجالس في قمرة قيادة الدولة الليبية. خلال مسيرته العسكرية، حصل خليفة حفتر على ابتعاث إلى الاتحاد السوفيتي لمــدة ثلاث ســنوات، تلقى خلالها تدريبات مختلفــة، أكملها بمدة أخرى قضاها في مصر متدربًا، ما مكّنه من تبوء مركز قيادي في الجيش الليبي. ولم تشر المصادر إلى حراك عســكري لحفتر باتجاه الســلطة في تلك الفترة إلا أن تدابير القذافي وخططه أغسطس/آب 19 ، بوابة إفريقيا الإخبارية، " 1969 اكتشف قائمة مجلس قيادة الثورة في ليبيا عام " ((( https :// bit . ly / 3lYUbSc :) 2020 سبتمبر/أيلول 7 ، (تاريخ الدخول: 2019

14

Made with FlippingBook Online newsletter