مقدمة اختلــف الليبيون في تقييمهم للأحداث التي تلت ســقوط نظــام العقيد، معمر ، كما اختلفوا في تعريفهم 2011 القذافي، بعد ثورة الســابع عشــر من فبراير/شــباط لحالة الصراع المســتمرة في بلادهم، وتســاءل الكثيرون: هل هو صراع بين علمانيين وإســ ميين أم أن العلمانيين والإسلاميين موزعون على معسكري الصراع؟ وهل هذا الصراع هو صراع بين الميليشيات والجيش؟ وهل يوجد في ليبيا جيش بالمعنى الدقيق بعــد أن دمره القذافي في مغامراته ((( لهــذه الكلمــة، أم أن ما هو موجود بقايا جيش العسكرية؟ وهل ما تبقى من الجيش هو هذا الذي مع اللواء المتقاعد، خليفة بلقاسم حفتر، أم أنه موزع على طرفي النزاع؟ وهل الصراع القائم هو صراع بين مؤيدي ثورة ، أم أنهما أيضًا 1969 ومؤيدي ثورة الفاتح من سبتمبر/أيلول 2011 فبراير/شــباط 17 توزّعــا على الضفتين؟ أم تُراه صراعًا بيــن من يحلمون بدولة مدنية ديمقراطية، ومن يريدون إعادة البلاد إلى الاستبداد وحكم الفرد؟ ، فبعد ثورة الســابع عشر من 2011 الحق أن ليبيا لم تشــهد اســتقرارًا منذ العام فبراير/شباط اختلفت الرؤى، وتعددت الاتجاهات، وانقسم المجتمع، وبدأ المتضررون من قيامها ينظّمون أنفســهم من جديد، ويمدون خطوط الاتصالات بالقوى الإقليمية والدولية الرافضة للربيع العربي، وســرعان ما تحول المشــهد إلى صراع مســلح بين قوى الثورة والثورة المضادة، فقد حاول الراغبون في إعادة ليبيا إلى الوراء، الســيطرة على مقدّرات الدولة بالقوة وتقويض مؤسساتها الشرعية؛ فقاوم الثوار هذه المحاولات بعمليــات عســكرية، منها: بــركان الغضب، والبنيان المرصــوص، وكانت أولى هذه العمليات عملية فجر ليبيا؛ موضوع هذا الكتاب الذي بين يديك، عزيزي القارئ. تعتبر عملية فجر ليبيا محطة مهمة من محطات التدافع في ليبيا بين أنصار الدولة المدنية الديمقراطية وقوى الثورة المضادة. هذه هي الفرضية التي ينطلق منها المؤلف، ويحــاول البرهنة عليها، ويناقش ما عداها من فرضيات. والكتاب ليس انتصارًا لقبيلة
6 ، (تاريخ الدخول: 2015 مارس/آذار 9 ، الجزيرة نت، " قائد بارز بقوات حفتر: نحن فتات جيش " ((( bit . ly / 2ZtDyVN :) 2020 سبتمبر/أيلول
5
Made with FlippingBook Online newsletter