وما تلاه وليس في السنوات اللاحقة. 2014 فيما يتعلق بعملية فجر ليبيا، أي في العام الدول المستثمرة في حفتر ودوافعها ، لم يكن الفرز قد وصل المدى الذي 2014 عند إطلاق عملية فجر ليبيا، في عام )، ولا كانت مواقف الأطراف الدولية قد اتضحت بالشــكل الذي 2020 وصله اليوم ( أصبحت عليه الآن. ولكن استقراء الأحداث اللاحقة يقودنا إلى استنتاج مدعوم بكثير من القرائن؛ بأن المتغير الأبرز الذي طرأ على الساحة، هو انكشاف هذه المواقف وقيام الأدلة المادية عليها، وتأكيدها من جهات مســتقلة، مثل هيئات الأمم المتحدة، ولكن هــذه المواقف كانــت متبلورة في ذلك التاريخ، ومعروفة لكل الأطراف الليبية تقريبًا. وهي لا تختلف كبير اختلاف عمّا هي عليه الآن. قــد لا يكــون من الصعب إعطاء تصنيف دقيق للــدول الداعمة للواء المتقاعد، خليفة حفتر، أو التي تستثمر فيه على الأصح. وكذلك، فإنه ليس من الصعب تحديد دوافع هذه الدول. ويمكن تقسيمها إلى دول مستثمرة في حفتر اختيارًا، ودول مضطرة، ودول مترددة. فيمكن القول: إن الدول التي تســتثمر في دعم اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، وهي مختارة لذلك، هي: فرنســا، والإمارات ومصر والســعودية، وروسيا. هذه الــدول تختلف دوافعها اختلافًا كبيرًا، لكنها تلتقي في بعض المنطلقات أو في أغلبها على الأصح. الدول العربية حملت الإمارات ومصر والســعودية علــى عاتقها مقاومة ثورات الربيع العربي، وكان من الطبيعي أن تكون ليبيا تالية لمصر في ترتيب إسقاط التجارب الديمقراطية، وهو ما ســبق بيانه حين الحديث عن الإعلام والعمل السياســي. ومن غير إطالة في شرح ما بات معلومًا في السياسة العربية اليوم، فإنه يمكن القول: إن موقف هذه الدول من الثورات، هو موقف يرفضها مبدئيّا لسببين رئيسيين، أحدهما تابع للآخر: السبب الأول: أن نموذج الحكم الذي تنتجه الثورات، نموذج قائم على الحريات العامة والفردية، وعلى الانتخاب الديمقراطي للحكومات والبرلمانات، وهو نموذج لا ترغب هذه الدول في تمدده في العالم العربي خوفًا من أن يصل تأثيره إليها. الســبب الثانــي: أن أغلب الانتخابــات التي نُظّمت بعد الربيــع العربي جاءت
74
Made with FlippingBook Online newsletter