كتاب عملية فجر ليبيا

بشار الأسد من السقوط، ولكن موقفها في ليبيا مدفوع بدوافع أخرى؛ فهي تعتقد أن الدول الغربية (حلف الناتو) خدعتها وأسقطت حليفها، القذافي، وكانت بصدد اقتسام الكعكة في غيابها. وتهتم روســيا بليبيا أيضًا بحثًا عن موطئ قدم إضافية (بعد إقامة قواعد عسكرية برية وبحرية في سوريا المطلّة على شرق المتوسط) في المياه الدافئة وهو واحد من الأهداف الاستراتيجية التاريخية لها. ، تقضي بتوفير 2008 ارتبطت روسيا بصفقات سلاح أُبرمت مع نظام القذافي، في أسلحة للجيش الليبي. كذلك، اقترح القذافي على روسيا استخدام الموانئ الليبية، أو إقامة قاعدة عسكرية في مدينة بنغازي، وقد سمحت ليبيا بالفعل لأربع سُـــفن حربية ، بالتوقف في ميناء طرابلس. " بيار الأكبر " روســية، بقيادة البارجة ذات الدفع النووي . وقد وجدت روسيا ((( إلا أن قيام ثورة فبراير/شــباط حال دون تنفيذ هذه الاتفاقيات نفســها أمام فرصة تاريخية في دعم ضابط عســكري تدرب عندها، وقادر على تحقيق رغبتها في الوجود العسكري على حدود الناتو، وعلى مقربة من القواعد الأميركية في حوض البحر المتوسط. دول مترددة يمكــن القــول، مع قليل مــن التحفــظ: إن الموقف الإيطالي فــي ليبيا هو الأضعــف، والأكثــر ترددًا من بيــن كل مواقف الدول الفاعلة فــي الملف الليبي. وقفــت إيطاليــا إلى جانب الثورة ضمن حلف الناتو، وحافظت على علاقات جيدة مــع الحكومات التي مرّت على ليبيا، ولكنها حين انقســم المشــهد الليبي، وظهر مشــروع خليفــة حفتر إلى العلن، عانت من ارتباك شــديد، إلــى حدّ يمكن القول معــه: إنهــا كانت تتعامل مع الطرفين بنفس الطريقة. وذلــك نتيجة ارتهانها لمنطق المصالح المباشرة؛ فهي لا تريد ترك الغرب الليبي، وفي نفس الوقت لا تريد قطع شــعرة التواصل مع حفتر؛ فكل همها هو الحفاظ على مصالحها وضمان اســتمرار " الإرهابيين " تدفــق الغاز إليهــا، وفي ذات الوقت وقف تدفق المهاجريــن ولربما ، وتفاوضت مباشــرة 2014 إلى أراضيها. ولذلك، عاودت فتح ســفارتها منذ العام التابع لهيئة الإذاعة والتليفزيون " سويس إنفو " ، " القذافي يُعيد خلط الأوراق ويتقارب مع الروس " ((( https :// :) 2020 سبتمبر/أيلول 16 ، (تاريخ الدخول: 2008 ديسمبر/كانون الأول 1 السويسرية، bit . ly / 3l4qyNW

79

Made with FlippingBook Online newsletter