ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﻠﻢ
ﰲ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻓﻀﻠﻪ ﻭﺣﻜﻢ ﻃﻠﺒﻪ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻌﻠﻢ
ﻟﻐﺔ : ﻧﻘﻴﺾ ﺍﳉﻬﻞ، ﻭﻫﻮ : ﺎ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺩﺭﺍﻛﹰﺎ ﺟﺎﺯﻣ . ﺎ ﺍﺻﻄﻼﺣ : ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ : ﻫﻮ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﻭﻫﻮ ﺿﺪ ﺍﳉﻬﻞ، ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ : ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻠ ﻢ ﺃﻭﺿﺢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ . ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻨﻴﻨﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ، ﻭﺍﳌﺮﺍﺩ ﺑﻪ : ﻋﻠﻢ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﳍﺪﻯ، ﻓﺎﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﻭﺍﳌﺪﺡ ﻣﺎ ﰲ ﺍﳊﺪﻳﺚ } ﺍ ﻳﻔﻘﻬﻪ ﰲ ﻣﻦ ﻳﺮﺩ ﺍﷲ ﺑﻪ ﺧﲑ ﺍﻟﺪﻳﻦ { )1( )2( . ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ } ﺛﻮﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻓﻤﻦ ﺃﺧﺬﻩ ﺍ ﻭﻻ ﺩﺭﳘﹰﺎ ﻭﺇﳕﺎ ﻭﺭ ﺛﻮﺍ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺇﻥ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﱂ ﻳﻮﺭ ﺃﺧﺬ ﲝﻆ ﻭﺍﻓﺮ { )3( )4( . ﻭﻣﻦ ﺍﳌﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺭﺛﻪ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻢ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺍﷲ ﻭﻟﻴﺲ ﻏﲑﻩ، ﻓﺎﻷﻧﺒﻴﺎﺀ - ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ - ﺎ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻣﺎ ﻭﺭﺛﻮﺍ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﻭﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺣﲔ ﻗﺪﻡ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺆﺑﺮﻭﻥ ﺍﻟﻨﺨﻞ - ﺎ ﺃﻱ ﻳﻠﻘﺤﻮ - ﻗﺎﻝ ﳍﻢ ﳌﺎ ﺭﺃﻯ ﻣﻦ ﺗﻌﺒﻬﻢ ﺎ ﻳﻌﲏ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﱃ ﻫﺬﺍ ﻓﻔﻌﻠﻮﺍ، ﻭﺗﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﺘﻠﻘﻴﺢ، ﻛﻼﻣ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﺨﻞ ﻓﺴﺪ، ﰒ ﻗﺎﻝ ﳍﻢ ﺍﻟﻨﱯ } ﺃﻧﺘﻢ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺸﺆﻭﻥ ﺩﻧﻴﺎﻛﻢ { )5( )6( .
، ﻣﺎﻟﻚ ﺍﳉﺎﻣﻊ
، ﺃﲪﺪ )٤/٩٣(
، ﻣﺴﻠﻢ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ ) ١٠٣٧ ( ، ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ ) ٢٢١ (
)١ ( ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺍﻟﻌﻠﻢ )٧١(
) ١٦٦٧ ( ، ﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻲ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ ) ٢٢٦ ( .
)٢ ( ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ، ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﻠ : ، ﺑﺎﺏ ﻢ ﺍ ﻣﻦ ﻳﺮﺩ ﺍﷲ ﺑﻪ ﺧﲑ ، ﻭﻣﺴﻠﻢ ، ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ، ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﳌﺴﺄﻟﺔ . )٣ ( ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟﻌﻠﻢ ) ٣٦٤١ ( ، ﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻲ ﺍﳌﻘﺪﻣﺔ ) ٣٤٢ ( . )٤ ( ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ، ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﻠﻢ ، ﺑﺎﺏ : ﺍﳊﺚ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ، ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ، ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﻠﻢ ، ﺑﺎﺏ : ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﰲ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ . )٥ ( ﻣﺴﻠﻢ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ) ٢٣٦٣ ( ، ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ) ٢٤٧١ ( ، ﺃﲪﺪ )٦/ ١٢٣ ( . )٦ ( ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ، ﺑﺎﺏ : ﺎ ﺩﻭﻥ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻳﺶ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻣﺘﺜﺎﻝ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺷﺮﻋ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺮﺃﻱ .
٢
Made with FlippingBook - Online magazine maker