الحركات الدينية السياسية

العربي الفلسطيني الذي يتسم بالضعف وبغياب إستراتيجية عربية موحدة لإدارة الصراع وتسويته، في ظل دعم أمريكي مفتوح للكيان المحتل، واختلال موازين القوى لصالحه، إضافة إلى تأثير الأطراف الإقليمية والدولية في مسار الصراع. وإذا كانت الطبيعة الاستعمارية الاستيطانية الإحلالية للحركة الصهيونية هي التي فجرت الصراع في المنطقة، بترسيخ وجودها الصهيوني في الجزء الأكبر من الأرض ، فإن حقوق 1967 ه في عدوان � ، ومن ثم تكريس 1948 طينية المحتلة في عدوان � الفلس الشعب الفلسطيني العربي التي تعرضت للاعتداء والسلب والانتهاك تعد بمنزلة الوجه الآخر للصراع، فيما شكل التنكر الإسرائيلي المستمر لهذه الحقوق، خاصة حق العودة وتقرير المصير، عقبة أمام محاولات التسوية السلمية، وعاملا رئيسيا لاستمرار النضال هم في � لب، مما أس � ترداد ما س � تقلال واس � الوطني من أجل دحر الاحتلال ونيل الاس تأجيج الصراع واستمراره. وتقف الحركات الدينية السياسية في كلا الجانبين الفلسطيني العربي والإسرائيلي، بابه وكيفية � راع، بما تحمله من رؤية وتصورات خاصة حول أس � ي الص � را ف � مؤث عام إدارته وسبل حله. وقد انعكس ذلك المنظور في مخرجات تعاطيها مع مسيرة الصراع ارها بالتذبذب � ام مس � طينية المحتلة حتى اليوم، رغم اتس � منذ انبثاقه في الأرض الفلس بين الصعود والتراجع حينا والثبات أحيانا على ذات الوتيرة، غير أن تنامي دورها بدأ يلاحظ منذ نهاية سبعينيات القرن المنصرم ومطلع الثمانينيات منه بسبب جملة عوامل (سبق ذكرها)، لعل أبرزها استمرار الصراع الذي يشكل مصدر تغذية لتلك الحركات وأحد عناصر وجودها الفاعلة. س � كلت جانبا هاما من الأس � ية ش � د البعد الديني في عدة مفاهيم رئيس � وقد تجس روعيته عند كلا الجانبين، بحيث لا تنحصر عند مرجعيات � الثابتة لطبيعة الصراع ومش ي للصراع لم يكن مجرد � اس الدين � ية فقط، إذ إن الأس � ة السياس � ركات الديني � ك الح � تل استدعاء للنصوص الدينية فحسب، وإنما محاولة تدويرها في ماكينة الصراع وتحويلها وقودا يغذي آلياته في السياسة والتفاوض والسلم والحرب، وجد مخرجاته في إضفاء هاد � تدعاء الجهاد والاستش � باب الصراع وإدارته وحلوله، عبر اس � البعد الديني على أس وإضفاء القدسية على المكان والوجوب الشرعي للدفاع عن الأرض والحقوق السليبة رائيلي على توظيف � ية، مقابل قدرة الجانب الإس � بة للحركات الإس مية السياس � بالنس ودي وبثها في مفاصل الفكر � ل روح النص التوراتي والتلم � ة لتحم � زات العصري � المنج

434

Made with FlippingBook Online newsletter