المقدمة والإطار النظري تشهد ساحة منطقة الشرق الأوسط منذ ثمانينيات القرن المنصرم وجودا ملحوظا ق � ب عديدة تجاوزت نطاق الش � رس في جوان � ذ يتك � ية، أخ � ة السياس � ركات الديني � للح الدعوي الخدمي إلى التغلغل التدريجي في مضمار الحقل السياسي. ال «العام» � ى المج � ي إل � اص» الدين � ال «الخ � ن المج � روج م � راك الخ � ق ح � ويخل د تكتفي � ركات لم تع � وء ح � ا، نش � ي» مع � ي» و«الزمن � ن «الدين � ج الحيزي � ي، بدم � السياس ة، بينما � و إعادة الوحدة بين الدين والسياس � ا تنزع نح � ي، وإنم � ي والخدم � ل الدين � بالعم طوري � ات علمانية دينية على طابع أس � م ومصطلح � ج مفاهي � ة دم � رى خلاص � بغ أخ � تس ية � يا بغية تحقيق أهداف سياس � عى توظيف الدين سياس � مقدس «ميثولوجي»، ضمن مس ية والأنظمة � ارات دينية سياس � ن تي � ر بي � د توت � ا أن يتول � ن، إم � ا الحالتي � ي كلت � ة. وف � بحت دول العربية)، � و الحال مع الحركات الإس مية في ال � ا ه � ة (كم � ات الحاكم � والمؤسس ددة (كما هو � ية وحركات دينية متش � ارات علمانية سياس � ن تي � ف بي � ج تحال � ا أن ينت � وإم الحال في الكيان الإسرائيلي)، في وقت لم تعرف فيه كلتا الحالتين الاتجاه الأحادي في المسار، وإنما شهدتا تذبذبا تراوح بين الصعود والتراجع والنجاح والإخفاق، في ظل عوامل محلية داخلية وأخرى إقليمية ودولية، وفي إطار شمولي لطبيعة وماهية العلاقة م أمرهما � ين لم يحس َ تمر � ة، التي لا تزال موضع جدل ونقاش مس � بين الدين والسياس طى وأوائل العصر الحديث � بعد، رغم أنها ظاهرة قديمة تاريخيا عرفتها العصور الوس قاق � (في الدول الأوروبية تحديدا) فصولا من الصدامات المحتدمة ومحاولات الانش ة للعلمنة، من � دة من الصيرورة التاريخي � ات ممت � ب صراع � ى جان � ي، إل � العلمان – الديني اتي وقيمي للنطاقات والأطر العلمانية وتحريرها من المعايير � أجل إيجاد فصل مؤسس والتقاليد الدينية، مع حصر الأخيرة في نطاق المجال «الخاص» دون «العام». ومن بين تلك الحركات التي شهدتها الساحة الفلسطينية المحتلة ودول المواجهة الواقعة مباشرة داخل دائرة الصراع مع الكيان – العربية (مصر والأردن وسورية ولبنان) الإسرائيلي وإن اختلفت حدته في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولكنه صراع لا يترك طينيا � رائيليا وليس فلس � إس – عبا أو دولة عربية خارج دائرته بحكم كونه صراعا عربيا � ش برزت الحركات الإسلامية السياسية – إسرائيليا في ظل مساعي الهيمنة والتطبيع المتواترة
9
Made with FlippingBook Online newsletter