العدد 6 – يوليو/ تموز 2025

| 120

التحقيق أن شرطيًًّا يُُدعى غالب زهير يُُمارس مهنة اصطياد الأفارقة من الطريق العام، ويقــوم باحتجازهم وتعذيبهم وإجبارهم علــى الاتصال بذويهم للحصول على فدية لإطلاقهم، وهذا الشرطي أدانته المحكمة الجزائية وح ُُكِِم عليه غيابيًًّا بالإعدام. ورغم تأكيد التحقيق جرائم هذا الشرطي في أكثر من موضع، فإنه ظل حر ًًّا طليًقًا. وتُُثِِير هذه المعلومة العديد من التســاؤلات التي تُُعََد أساس العمل الاستقصائي، لكن التحقيق تجاهلهــا ولــم يجب عليها، من أهمها: كيف لهذا الشــرطي رغــم جرائمه وإدانته يـ ًا أن يبقــى حرًًّا طليًقًا؟ هل للجهاز الأمني اليمنــي علاقة بذلك؟ وهل هناك � قضائ مسؤولون يمنيون رفيعو المستوى لهم علاقة بهذا الشرطي مما يحول دون تن يفذ حكم المحكمة؟ وهل هناك مسؤولون أمنيون يمنيون لهم علاقة بأموال الفدية التي يحصل عليها الشرطي من الضحايا الذين يحتجزهم ويعذبهم؟ وهل ثمة شبكة واسعة سرية لا يظهر منها سوى هذا الشرطي تمتهن الإجرام والفساد في حق أولئك الأفارقة؟ إذ يبدو -وفق الســجلات الرسمية والمقابلات التي أوردها التحقيق لناجين ومسؤولين حكوميين- أن هناك افتقارًًا للإجراءات المتبعة في قضايا تهريب البشر والاتجار بهم، ا من البحث عن الجناة ومحاكمتهم، تنزع الشرطة إلى توقيف متضررين مشت يكن وبدل ًا في إطار القضايا كما يؤكد التحقيق، فما القصة الحقيقية وراء ذلك؟ هذه التساؤلات، التي تحتاج إلى إجابة وفق منهجية علمية، كان يمكن أن تُُفضي إلى تحقيق استقصائي موسع، لكن إغفالها بصورة تفسيرية أو تحليلية يُُظهِِر أن التحقيق لم يُُبْْن وفق منهجية بحثية علمية، ترتكز على وضع فرضيات بحثية واضحة وتساؤلات متأنية. بزنس في مستشــ يفات يمنية: أول " ووقع التحقيق الثاني الذي قام الباحث بتحليله، ، في ذات الإشــكالية؛ إذ أثار تســاؤلات استقصائية دون الإجابة عليها. " العلاج البتر وهذا التحقيق يُُعالج مشكلة قيام مستش يفات متعاقدة مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنســانية بعمليات بتر أعضاء لجرحى يمنيين دون الحاجة إلى ذلك، في ظل غياب رقابة على تلك المستشــ يفات ومخالفتها للعقود المبرمة مع المركز كما يفترض التحقيق. وأشار التحقيق ضمن فقراته إلى الطببي الخاص بالبتر الأوكراني، فكيتور كراشنكيوف، وتوقيعاته بصفات تخصصية جراحية مختلفة في عقود متعددة، وتقاريره الطبية الموقع عليها والتي اطلع عليها مُُعِِد التحقيق بشأن البتر، وردًًّا عليها

Made with FlippingBook Online newsletter