| 124
يبدأ التحقيق الاستقصائي الحقيقي من هذه المعلومات. لذلك لم يكن هذا التحقيق في أساســه سوى تقرير لجمع معلومات وشهادات تُُشك ِِّل قاعدة معرفية لبناء تحقيق اســتقصائي أكثر عمقًًا واتســاعًًا لو أن مُُعِِدََّه اعتمد منهجية واضحة لطرح فرضيات وتساؤلات دقيقة للوصول إلى نتائج ذات قيمة. أحواض ومغاســل لإنتاج المرض في بيوت " في التحقيق الرابع من عينة الدراســة ، يناقش مشــكلة تتمثََّل في عدم إدراك غالبية المصلين في مســاجد صنعاء " الرحمن لمخاطــر غمــر القدمين فــي الأحواض عقب الانتهاء من الوضــوء، أو الغطس في مغاطــس وبرك يتم فيها غســل كافة أجزاء الجســم؛ مما يفتــرض توفير أوعية آمنة للطهارة؛ حيث تحوََّلت هذه الأحواض عبر آلاف السنين ومرور الوقت وغياب شبه كامــل لأعمال النظافة إلى مرتع خصب للأمراض الجلدية والمعوية، وأداة لنشــرها في أوســاط السكان حســب فرضية التحقيق. بدأ التحقيق أكثر تماسكًًا وارتباطًًا من يصاغــة الفرضيــة ومحاولة إثباتها، غير أن هناك بعــض الخطوات التي كان خلال بإمكانهــا تعزيز المصداقية العلمية للمصادر بصــورة أكثر دقة؛ إذ لم يدعم التحقيق مضامينــه بصــور من الوثائــق المخبرية التي توصل إليها، وهي خطوة أساســية من خطــوات العمل التحقيقي المنهجي القائم على إبراز المصادر المؤكدة، وإســنادها بالصــور الثبوتية لها. كما أن التحقيق أورد بعــض المصطلحات الطبية المتخصصة ولم يهتم بشــرحها وتوضيحها وتفســيرها للمتلقي، خاصة أن التحقيق قام بذلك في بعضها وأهمل البعض الآخر. وقد أشار أيض ًًا إلى تدقيقه في بيانات وزارة الأوقاف، وتبيََّن أن النظافة ليست ذات أولوية حكومية، غير أنه لم يُُثبِِت ذلك؛ إذ اعتمد على مسجد، فيما 1300 من إجمالي 502 نسبة إشراف الوزارة على المساجد البالغ عددها مسجد تعتمد على الإشراف الأهلي والمبادرات الخيرية وتبرعات بعض رجال 700 مســجد تتبعها مرافق إيرادات وق يفة، لكن هذه الإحصاءات لا تُُثبِِت 100 الأعمال، و أن النظافة ليست من أولويات الوزارة أو الحكومة. وهنا يمكن التساؤل بشكل مباشر: دون تأكيدها؟ إلى جانب ذلك، لم " هذه الحقيقة " على أي أســاس اعتمد التحقيق يتوصل التحقيق إلى نتائج واضحة تُُبيِِّن الطريق الأسلم لهذه الأحواض والمغاطس، هل الأســلم دعمها بالمياه المتجددة، أم الأفضل إزالتها لتحقيق الحل الأمثل للحد من انتشار الأمراض الجلدية والمعوية المعدية؟
Made with FlippingBook Online newsletter