125 |
فهو أقــرب لجنس التقرير منه إلى التحقيق " رحلة اللاعودة " أمــا التحقيق الخامس يصادين يمنيين على يد عناصر من القوات أو الاســتقصاء، ويناقش مشــكلة اعتقال الإريتريــة وتعذيبهــم. ويؤخذ عليه أيض ًًا إثارته العديد من التســاؤلات دون الإجابة عليها، كما هي حال التحقيقات الســابقة. فهو لم يُُقد ِِّم جوابًًا بشــأن السبب الرئيس لاعتقال وتعذيب أولئك الصيادين، رغم أن شــهادة البعض تؤكد اعتقالهم من المياه أوضح أنها تُُنشــر " وثيقة " الإقليمية اليمنية وليســت الإريترية. كذلك نشــر التحقيق لأول مــرة، وهي عبارة عن رســالة من وزيــر الخارجية إلى وزير الداخلية اليمنيين، يحثُُّه على إيجاد حل سياســي للأزمة، إلا أن التحقيق لم يُُوضح رد وزير الداخلية بهذا الخصوص. وأورد التحقيق أيض ًًا شــهادة، محمد الحسني، رئيس ملتقى الصياد التهامي الاجتماعي للتنمية، ت يفد بأن الس يفر زار الصيادين أكثر من مرة، وهم يشكون له أوضاعهم، لكن الس يفر كان يُُبرِِّر ما يقوم به الجانب الإريتري. تُُثير هذه الشهادة في حد ذاتها تساؤلات استقصائية جادة: كيف لس يفر أن يؤيد أعمال عنف ضد أبناء بلده؟ وما سبب هذا التبرير والدفاع؟ وهل وراء القصة حكاية تخفي مشكلات أو دوافع سياسية أو تجارية معينة لأشخاص سياسيين أو متنفذين محددين؟ خاصة أن التحقيق أورد شــهادة وكيل وزارة الثروة الســم يكة، بشــير الخيواني، التي ت يفد بأن اليمن يستقبل الصياد الإريتري ويُُعامِِله معاملة اليمني، كما أن موانئ الصيد اليمنية مفتوحة للصياد الإريتري، فما سبب هذه المعاملة للصيادين اليمنيين من قِِبََل القوات الإريترية؟ أم أن هناك مبالغة كما أوضحتها شهادة محمد الجائفي حين أفاد بأنه زار قائد القوات البحرية في فترة ما، ووجد بعض الصيادين وسألهم، لكن تبيََّن له أن هناك مبالغة في هذه الأمور؟ ويظهر من خلال تحليل بناء قصة التحقيق، وتباين شــهادات مصادره، أن هناك من يتحــدث عن معاناة حقيقية للصيادين تتمثََّل فــي اعتقالهم وتعذيبهم وموت بعضهم الآخر، وبين من يعتبرها مبالغات لا أســاس لها من الصحة، ويُُهوِِّن من خطورتها. ومــن هذا المنطلق كان بإمكان التحقيق أن يغوص في اســتقصاء هذه الإشــكالية، ووضع التســاؤلات الاســتقصائية المعمقة والفرضيات الدقيقة للوصول إلى حقيقة الأمر، والإجابة على تساؤلات من قبيل: كيف للأقوال الحكومية والأفعال الرسمية يصــادي البلد ذاته؟ وهل هناك اليمنيــة أن تتضــارب فيمــا بينها إلى هذا الحد إزاء
Made with FlippingBook Online newsletter