العدد 6 – يوليو/ تموز 2025

| 128

القصور المعرفي في المنظور المنهجي حاولت التحقيقات من ناحية المنظور المنهجي اتباع منهجين علميين، وهما: المنهج الو فصي، ودراسة الحالة، لكنها لم تتمكن من استخدامها بشكل علمي، ولم يكن هذا الاستخدام أيض ًًا مُُؤََس ََّس ًًا أو مبنيًًّا على خل يفة منهجية علمية وإدراك متطلباتها وخطواتها في إعداد التحقيقات المدروسة؛ إذ يظهر المنهج الو فصي في بعض الأجزاء ويختفي دون تحليل أو تفسير للحالة. وهو ما أثار تساؤلات استقصائية متعددة لم يتم التركيز عليها أو تناولها والإجابة عليها، وقد أشار الباحث إلى ذلك في المحور السابق من الدراسة. كما يظهر منهج دراسة الحالة في مواطن أخرى دون توس ُُّع في المعلومات عن الظاهرة وتتبُُّع أسبابها ورصد عواملها الأساسية والعلاقة بين متغيراتها للوصول إلى نتائج تََتََح ََقََّق من الافتراضات وتُُجبي على التساؤلات المطروحة أو المسكوت عنها. وهنا، تبدو أهمية المنهج العلمي في التحقيقات والاســتقصاءات؛ إذ يمثِِّل للمتقصي الطريق الواضح لاستكمال خطوات التحقيق المبنية على فرضيات وتساؤلات دقيقة. كذلك، يُُقد ِِّم المنهج للمتقصي صورة جلية عن مهمته الاستقصائية، والعُُد ََّة المنهجية للبحــث وتنظيــم مصادره التي يلجأ إليها للحصول علــى المعلومات المطلوبة لبناء تحقيقه. واهتمت التحقيقات المدروسة ببعض الخطوات المنهجية، مثل محاولة بناء الفرضية، وطرح مجموعة من التساؤلات، غير أن بناء تلك التحقيقات لم يكن مُُؤََس ََّس ًًا على وعي باستخدام المنهج العلمي. ويرجع الاســتخدام اللاواعــي للمناهج العلمية في التحقيقات المدروســة من قِِبََل ييفن إلى قصور في الجوانب المعرفية بأصول منهجية البحث العلمي، وغياب الصح الإدراك الكافي لخطوات بناء الإشكالية بطريقة علمية تعكس الدقة في طرح الأسئلة س ـ ِر الباحث هذا الوضع بالمتغير العلمي � يصاغة الفرضيات المنطقية. ويُُف المناســبة و )؛ إذ إن 28 ( " البكالوريوس " ييفــن الذين يكتفي معظمهم بشــهادة والتكوينــي للصح ييفن يواصل تكوينه الأكاديمي في مرحلة الدراســات العليا، ًا من الصح عــددًًا قلــايل وهــي المرحلــة التي يمكن أن يتلقى فيها الصحفي/الباحــث تكوينًًا أكثر عمقًًا عن أساسيات البحث العلمي وأساليبه وتطبيقاته، وخطواته المنهجية.

Made with FlippingBook Online newsletter