العدد 6 – يوليو/ تموز 2025

| 178

بأنه الوســيلة القادرة على معالجة المعلومات الغامضة "ََ الثراء " تُُعرِِّف النظرية ا ًا: أول عبر توفير إشارات متعددة، تتضمن إشارات بصرية، أو سمعية، أو نصية، إلى جانب التفاعل الفوري، وهو ما يتطابق مع خصائص شــبكات التواصل الاجتماعي وطبيعة ييفن أثناء الحروب والنزاعات، وهي ظروف معقدة تتســم التغطيــة الإعلامية للصح بتســارع الأحــداث وغموض المعلومــات. ووفقًًا لمرتكزات النظرية، فإن وســائل الإعلام التــي توفــر رجع الصدى تكون أكثر ثراء، وكلما قل الغموض كان الاتصال ). وتوفر شبكات التواصل إمكانية التفاعل الفوري مع الأحداث 18 الفَّعَال أكثر حدوثًًا( الذي يجعل هذه الشبكات " رجع الصدى " والنشر الفوري عنها، وهو ما يمكن اعتباره أكثر تفاعلية. تقترح النظرية معايير كمية ونوعية، مثل: سرعة التغذية الراجعة، وتََعََدُُّد قنوات ثاني ًًا: الاتصال، وقدرة الوسيلة على تخصيص مضمون الرسالة. وتوفر هذه المعايير تفسيًرًا ييفن لشــبكات التواصل الاجتماعــي بناء على الظروف يـًا ل كيفية اختيار الصح � نظر الميدانية خلال التغطية، وكذلك نوع المهمة الصح يفة كالإبلاغ عن الأحداث والأخبار العاجلة، أو جمع المعلومات في إطار التأكد من رواية أحد أطراف الحرب، أو لإنجاز تحقيق صحفي. ييفن تســمح نظرية ثراء وســائل الإعلام بفحص التناقض في اســتخدام الصح ثالث ًًا: لشــبكات التواصــل الاجتماعي، ففي الوقت الذي تتســم فيه هــذه المنصات بثراء تقنــي عــال ٍٍ، فإنها تُُعتبر ميدانًًا للأخبار المُُض ََلِِّلََة، وهو ما يزيد التحديات المهنية أمام ا لاختبار فرضيات النظرية حول العلاقة ييفن. ويُُمثِِّل هذا السبب المنهجي مثالًا الصح بين ثراء الوسيلة وجودة الرسالة الإعلامية. وتفترض النظرية أن وســائل الإعلام لديها القــدرة على حل الغموض الذي يواجه الجمهور، وتقديم تفســيرات متنوعة، وتسهيل عملية الفهم على الجمهور المستقبل للرســالة؛ إذ إن ثراء المعلومات هو العملية التي تقوم فيها الرســالة بتخ يفض درجة .) 19 الغموض، وإيجاد مساحة من المعاني المشتركة باستخدام وسيلة اتصالية معينة( وفي سياق تغطية الحرب الإسرائيلية على غزة، تتكيََّف نظرية ثراء الوسائل الإعلامية مع موضوع الدراسة من خلال ثلاثة مؤشرات رئيسية: - التعامــل مع الغموض: تتميز الحروب والنزاعات بغياب الصورة الحقيقية وازدياد الغموض والتناقض بين روايات أطراف النزاع، وهذا ما يجعل ثراء شبكات التواصل

Made with FlippingBook Online newsletter