205 |
مقدمة تُُعََد الوظفية الاســتقصائية إحدى أهم المهــام التي تؤديها الصحافة في المجتمعات س ـ ِد الدور المنوط بها كســلطة رابعة ذات مهام رقابية بجانب � الديمقراطية، والتي تُُج السلطات التشريعية والتن يفذية والقضائية. وتتحدََّد صلاحيات هذه السلطة في إشاعة مناخ الاستنارة المعلوماتية بشأن القضايا التي تهم الرأي العام، وتمس مصالحه مس ًًّا مباشــرًًا. وتؤدي هذه الســلطة ما عليها من واجبات تجاه المجتمع من خلال تمثيل مصالــح الرأي العام، وتزويده بالمعرفة بما يدور حوله، وإبراز القضايا ذات الأهمية ييفن في البحث والوصول لمصــادر المعلومات وتحليلها، بتوظيــف مهارات الصح والخروج بالاستنتاجات وعرضها أمام الرأي العام بصورة واضحة وموثقة. وكما أن آلية عمل أي سلطة تتطلََّب استقلاليتها، لا تستطيع الصحافة القيام بمهامها دون تمتعها بمناخ ديمقراطي حر يُُمك ِِّنها من محاسبة ومراقبة عمل السلطات الأخرى، ومــن يُُمثِِّلها من شــخصيات في أجهزة الدولة، ومــن ثم ضمان حقها في الحصول على المعلومات التي تُُمثِِّل عصب المهمة الاستقصائية ومعيار نجاحها الذي يتجس ََّد في إحداث تغيير إيجابي في المجتمع كأن يصبح أقل فســادًًا، وأكثر عدالة. وهناك العديد من المؤسسات الصح يفة والشبكات الإعلامية التي حقََّقت نجاحات في مهامها " نيويورك تايمز " )، و The Washington Post ( " واشنطن بوست " الاســتقصائية، مثل The ( " أتلانتك " ) و The New Yorker ( " نيويوركــر " )، و The New York Times ( " إندبندنت " )، و The Daily Telegraph ( " ديلي تليغــراف " ) الأميركيــة، و Atlantic " وي يكل كيس " )، و BuzzFeed ( " بازف ييــد " ) البريطانيــة، ومواقع The Independent ( )، وشبكة الجزيرة الإعلامية. WikiLeaks ( وبجانــب التحديات التي لا تزال الصحافة تواجهها نتيجة ثورة تكنولوجيا الاتصال، والتدفق المعلوماتي الذي أحدثته شــبكات التواصل الاجتماعي، وما اســتحدثته من أنماط جديدة في إنتاج المحتوى وعرضه واستهلاكه من جانب الجمهور الذي أصبح ، ظهر تحد جديد أبلغ تأثيًرًا في " الترنــد " ًا في عملية الإنتاج وصناعة شــريك ًًا أصــايل مهنة الصحافة بشــكل عام، وفي الوظفية الاســتقصائية لهذه المهنة بشــكل خاص، وهــو تقنيات الــذكاء الاصطناعي وما يُُعرََف بصحافة الروبــوت. وكذلك ما يرتبط
Made with FlippingBook Online newsletter