العدد 6 – يوليو/ تموز 2025

215 |

رابعًًا: الحفاظ على خصوصية المصادر والشهود من تداول " قانوني ًًّا " أو " أخلاقي ًًّا " لا يوجد لدى تقنيات الذكاء الاصطناعي ما يمنعها فصحاتهم الشخصية معلومات أو بيانات حساســة تخص الأفراد كما هي الحال في على وسائل التواصل الاجتماعي، أو تلك الموجودة في قواعد البيانات. وتضم أرقام هواتفهم وعناوينهم وبيانات هوياتهم الشخصية في وثائق السفر ورقم الهوية الوطنية، علاوة على عدم وجود قيود تمنعها من اطلاع أطراف خارجية ربما من غير المصرح يصة المصادر لهــم بالحصول على هذه المعلومات. ويُُمثِِّل هذا الأمر تهديدًًا لخصو وقد يُُعرِِّض الشــهود في حالات التحقيق الاستقصائي عن قضايا الفساد إلى مخاطر ). بالإضافة إلى ذلك تُُسه ِِّل برامج الذكاء الاصطناعي الاحتفاظ بإحداثيات 20 جسيمة( الوجوه البشــرية، من خلال برامج التعرُُّف البصري وتخزين هذه البيانات، ومن ثم إمكانية التلاعب بها والإضرار بســمعة الأشــخاص. لكن يمكن التخ يفف من حدة هــذه المخاطر إذا التزم الصح يفون بالحصول علــى الموافقات والتراخيص اللازمة لاســتخدام البيانات الشخصية أو المؤسســية في تحقيقاتهم الاستقصائية، واستشارة المختصيــن القانونيين لإفادتهم بحدود الاســتخدام الآمن للمعلومات والبيانات بما يُُجنِِّبهم الوقوع في أية انتهاكات محتملة أثناء ممارستهم لعملهم الصحفي. خامس ًًا: الموضوعية والبعد عن التحيز أشارت دراسة الباحثة جانجولي إلى أن احتمالات التحيز لا تزال قائمة برغم تضخم الشــق الآلــي في الأبعاد المختلفة للوظفية الاســتقصائية. ويرجــع ذلك إلى وجود اختلالات هكيلية في إمكانات الأشخاص القادرين على القيام بمهام البحث ولديهم المعرفة والمهارة اللازمان لإتمام مهامهم؛ إذ إن معظم القائمين على إدارة المشروعات الاســتقصائية التي تستعين بتقنيات الذكاء الاصطناعي هم من الذكور الذين يعيشون في الدول الغربية، وغالبًًا ما تكون قضايا دول الجنوب محل اهتمامهم، ويرى بعض .) 21 يكيات القوى الاستعمارية والهيمنة الغربية( المحلِِّلين أن في ذلك تكريسًًا لدينام وكما أن القائمين على تشغيل برامج الذكاء الاصطناعي معرضون لاحتمالات التحيز، فــإن مــا يتم تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي عليه من بيانات قد لا تخلو هي ذاتها من التحيز لأسباب مختلفة، من بينها الحتمية الخوارزمية التي تؤدي إلى استنتاجات تفتقر إلى الدقة، وقد تُُميِِّز هذه الاســتنتاجات بين مجموعات بشــرية وأخرى دونما

Made with FlippingBook Online newsletter