العدد 6 – يوليو/ تموز 2025

249 |

يكفر النقدي والتحليل توســيع آفاق العمل الاســتقصائي، من خلال القدرة على الت العميق، وهي أمور لا يمكن تعويضها بالآلات. موقع الدراسة من الدراسات الأخرى تنوعت مقاربات الدراسات السابقة لعلاقة الصحافة الاستقصائية بالذكاء الاصطناعي، لكن ظلت هناك فجوات منهجية وعلمية تســمح بدراســة الموضوع من زوايا بحثية مختلفة. وهنا، تكتســب هذه الدراســة أهمية على مســتوى موقعها البحثي؛ إذ تمثِِّل دراسة استشرافية لمستقبل الصحافة الاستقصائية في تونس، بمعنى أن الفجوة النظرية للحتمية التكنولوجية التي لم تجد لها مكانًًا في الدراســات الســابقة ستتم مراعاتها، خاصة في البيئة الصح يفة الاستقصائية التونسية. لذلك تعد من الدراسات الاستباقية ييفن ووعيهم بأهمية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، التي تدرس تمثُُّلات الصح يكفر الصحفــي وتوجهه في عملية والحــذر من تأثيــر التكنولوجيا الحديثة على الت الإنتاج الاســتقصائي ومــا يُُقد ِِّمه للجمهور المتلقي، بناء علــى الأخلاقيات المهنية وانعكاساتها على هذا التوظيف التقني في ظل التطورات السريعة، واستكشاف رؤية ييفن الاستقصائيين التونسيين لدور مؤسساتهم المهنية في تبنِِّي العمل بتقنيات الصح الذكاء الاصطناعي. كما تبرز أهميته الدراســة مقارنة بالدراســات الأخرى في تحليل العلاقة التحريرية والأخلاقية بين بصمة الصحفي التونســي وســرعة الآلة، في ظــل التطورات التقنية والتغيــرات التكنولوجية التي فرضها الذكاء الاصطناعي على المؤسســات الإعلامية في العالم، إضافة إلى دراســة تأثير اســتخدام هذه الأدوات على مســتقبل الصحافة الاســتقصائية التونســية وتهديدها للصحفي الاستقصائي خاصة، وهو مبحث لم تتم دراسته في مجال البحث الإعلامي التونسي. وتختص هذه الدراسة في فهم وتحليل توظيف هذه التقنيات الذكية في الإنتاجات الاستقصائية المتعلقة بالنزاعات والحروب والصراعات، سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو أمنية واكبتها الصحافة الاستقصائية ييفن معالجة البيانات التونسية، باعتبارها من أهم المجالات التحقيقية التي تُُتيح للصح والمعلومات الواسعة.

Made with FlippingBook Online newsletter