255 |
المهنيــة، وهو ما يعكس وعيهم وإدراكهم للقيمة المضافة للإنتاج الاســتقصائي في تونس، وفق المعايير المهنية والضوابط الأخلاقية والمسؤولية تجاه الجمهور. أدوات الذكاء الاصطناعي واعتماد المصادر ييفن الاســتقصائيين التونســيين لا يعتمدون على بيََّنت إجابات أفراد العينة أن الصح أدوات الــذكاء الاصطناعــي في الحصــول على مصادر موثوقة، بــل يلجؤون إلى يكية يعدونها أكثــر مصداقية للصحفي في الإنتاج مصادرهــم الخاصة بطريقة كلاســ الاســتقصائي وللمتلقــي أيض ًًا. فالحصــول على مصادر موثوقة مــن الآلة يُُعََد أمرًًا نســبيًًّا؛ لأنها وجهة غير معلومة، ولذلك يكون دور الصحفي وتدخله في الحصول علــى المصــادر أهم من الــذكاء الاصطناعي الذي يمكن أن يفتعــل التضليل على مســتوى تصريحــات بعض الشــخصيات أو نشــر وثائق مفبركة، مــا يفرض أهمية حصــول الصحفي على مصادره الخاصــة والتعامل معها والتقصي في البحث عنها. إن مرحلة المواجهة مع الأطراف في الإنتاج الاستقصائي لا يمكن أن يقوم بها الذكاء الاصطناعي وأدواته، لكن يمكن أن تكون هذه العُُد ََّة التقنية رافدًًا يُُساعد على تخطي بعض الصعوبات وتذليلها، وليس بالضرورة حاجة ملح ََّة للصحفي الاســتقصائي؛ إذ تُُســاعده فقط في عملية التدقيق للبيانات، يليها التدقيق البشــري للتثبت من صحة ما ًا أن تُُقد ِِّمها هذه قََد ََّمه الذكاء الاصطناعي. أما المصادر غير المتاحة، فيبدو مســتحايل الأدوات الذكية، وهو ما تقوم عليه الصحافة الاستقصائية من خلال العمل الميداني عبر التواصل المباشر القائم على مراحل متتالية لتم يكن الأطراف من حق الرد والتأكد من صحة المعلومات التي تم الحصول عليها قبل نشرها. فالصحفي الاستقصائي له علاقات يعتمد في إطارها على عملية قياس تمك ِِّنه من التوفيق في اختياره للمصدر حســب نوعية المصادر وتوجهاتها لبلوغ أهدافه الاستقصائية، وهو ما يُُسم ََّى بالحس يصاغة الفرضيات التي سيتم عليها بناء الصحفي والملاحظة بالمشــاركة ودورها في الإنتاج الاستقصائي؛ وهذا الأمر لا يمكن أن تقوم به أدوات الذكاء الاصطناعي مهما كانت ذكية. ويُُشــير ذلك إلى أن الصحفي الاستقصائي التونسي يُُقد ِِّر قيمة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في ســياق التطور التقنــي، ودوره في توظفيها واعتمادها بحذر مطلق، خاصة في مستوى الحصول على المصادر لتجنب الوقوع في التوجيه والانحيــاز لمصدر على حســاب آخر، أو الوقــوع في مصادر خاطئة يمكن أن تُُفِقِد
Made with FlippingBook Online newsletter