العدد 6 – يوليو/ تموز 2025

387 |

)، فإنه لا يزال يُُمثِِّل أداة أساســية للفهم. وهناك 61 محد ََّد متفق عليه لمفهوم الدور( اتجاهان كبيران مختلفان في نظرية الدور: - الأول صاغه الأنثروبولوجي لينتون في إطار الأنثروبولوجيا الاجتماعية، وهو يُُولي أهميــة للأدوار داخــل النظام الاجتماعي؛ حيث تصبــح الأدوار مترابطة من حقوق وواجبات معيارية. - الاتجــاه الثاني ينتمي إلــى التفاعلية الرمزية وعلم النفس الاجتماعي، ويركز على يكية في صنع الأدوار وممارستها. فهو يدرس التفاعلات التي يُُمارِِس الجوانب الدينام الناس من خلالها أدوارهم، والطرق التي تســمح لهم بالقيام بأدوار الآخرين (تولي الأدوار) وتشــ يكل أدوارهم الخاصة (صنع الأدوار)، ويتنبََّؤون باســتجابات الآخرين لأدوارهم (توقع الاستجابات)، وممارسة أدوراهم الخاصة (أداء الأدوار). ومن خلال هذه النظرية، قد يتم التركيز على الطرق التي تُُمارََس من خلالها الأدوار، بـ ُل الأدوار)، وأحيانًًا أخرى قد � نـ ًا يحب النــاس أدوارهم ويتوافقون معها (تق � فأحيا يُُمارســونها بلا حماس ولا حب (مســافة الأدوار). وفي كل هذه الســياقات يبقى الاهتمام منصبًًّا على ديناميات ممارســة الأدوار؛ إذ لا تكون المهام والأدوار مجرد .) 62 توقعات ثابتة، بل هي نتائج ومخرجات متجدِِّدة باستمرار( ويُُشير الدور إلى السلوك أكثر مما يُُشير إلى حالة الفرد أو مركزه، وتتم صناعة الدور وفقًًا للمعايير التي من المفترض أن يُُطبِِّقها شخص معين في موقف محد ََّد. واستنادًًا ا من المركز والمعايير والتوقعات ترتبط بتأثير الآخر على أحد لنظرية الدور، فإن كل ًّا المراكــز. وتقوم النظرية على افتراض التفاعل بين قاعدة الدور (المرتبطة بالآخرين) .) 63 وأداء الدور (المرتبط بالشخص أو المركز)( وقبل التعرُُّف على الأدوار التي قامت بها النخبة العربية وفاعليتها، في سياق الحرب على غزة، من خلال تحديد النخبة لهذه الأدوار بنفسها، يظهر -انطلاقًًا من استقراء عام لبعض الأبحاث والكتابات- غياب تحديد واضح لهذه الأدوار حسب مجالات كبرى، بل ثمة تداخل وتشــابك بين أدوار النخب السياســية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والعلمية وغيرها، وكذلك تداخل بين أدوار الأفراد، وأدوار النخبة الحاكمة ووظائف النخب التنظيمية والجمعوية وغيرها.

Made with FlippingBook Online newsletter