العدد 6 – يوليو/ تموز 2025

37 |

. البحث العلمي وتعزيز قواعد الصحافة الاستقصائية 5 مع دخول دُُفعات من الباحثين إلى الأوســاط الصح يفة حصل تداخل في الوظائف . وأثار هذا الأمر، في آن " بحثي " وما هو " صحفي " والأشكال والمضامين بين ما هو معًًا، الالتباس لدى الجمهور المتلقي ورواد الصحافة والبحث العلمي. التباس بين ما يُُعََد قيًمًا صح يفة يجب توظفيها في كتابة التقارير والتحقيقات، وما يُُسمََّى إجراءات منهجيــة يتحتم اعتمادها في كتابة الأوراق والنشــرات الأكاديمية البحثية. ولابد من توضيح مسألة مركزية، على هذا الصعيد، وهي أن كل طرق ممارسة الاستقصاء في الصحافة إنما تنبع من المســار التقليدي لكتابة التقارير الإخبارية، ولكن مع وجود فروق أساسية تظهر في: مــن حيث الاتجاه عمقًًا وعرض ًًا في جمــع المعلومات؛ ما يُُحتِِّم على أ- البحــث: الصحافــي درجة عالية من التنظيم والإدارة لكمية المادة التي بحوزته (وهذه إحدى أهم المهارات المطلوبة لدى الصحافيين الاستقصائيين). " مصدر ما " إذ لا يمكن للصحافي أن يقبل بما يُُزو ِِّده به ب- العلاقات مع المصادر: مــن معلومات (وأيًًّا كان هذا المصدر) باعتبارها حقيقة مطلقة؛ لأن أهمية المصدر، بالنســبة للصحافي الاستقصائي، تقوم على أساس صلاحية المعلومات التي يحصل عليها. قد " شيًئًا ما " إن غاية التحقيق الاستقصائي الوصول إلى قاعدة تقول: إن ج- النتائج: حدث، ولم يكن ينبغي له أن يحدث، ولذلك يجب ألا يتكرر مرة ثانية، أو العكس، .) 46 يستحق أن يقع، أو إنه أُُوقِِف عن الحدوث بشكل تعسفي( " شيًئًا ما " أي إن تعالــج أفــكار التحقيقات الاســتقصائية، لابد من التذكير، زاويــة محددة وواضحة وقابلــة للإثبــات أو النفــي، بعد بحث معمــق وتوثيق دقيق يقوم بــه الصحافي مع الحدس، فريقــه. ويتــم التوصل لتلك الأفكار، عادةًً، مــن خلال طرق عدة، أهمها: والملاحظة الشخصية، والمصادر الشخصية، ووسائل الإعلام والاتصال على أنواعها، والمصادر الحكومية المفتوحة، وتقارير مؤسسات المجتمع المدني المحلية والدولية، ). وهناك دائمًًا قصص متنوعة متاحة للتحقيق فيها (أكثر مما يمكن 47 والتســريبات( إنجازه)، لذا يقع على عاتق الصحافي تقدير أهمية القصة، ومدى استحقاقها للعناء، ومــا إذا كانت ســهلة أو صعبــة التن يفذ. هل تحتاج كل القصص الاســتقصائية إلى المنهجية العلمية وتقنيات البحث العلمي، وبالقدر نفسه؟

Made with FlippingBook Online newsletter