467 |
لمواقع البث المباشر على الإنترنت أصبح بإمكان المستخدمين الاستماع إلى محطات راديو القرصنة بمجرد النقر على زر. ورغم ذلك، فإن إذاعات القرصنة التي تُُمارس ا ، نشــاطها عبر الإنترنت لا تزال تواجه تحديات قانونية في العديد من البلدان، فمثلًا تحظر بعض الدول القدرة على بث الإذاعات غير المرخصة، أو تفرض قيودًًا صارمة على المحتوى المنقول. ولذلك، ينبغي النظر في الآثار الســلبية لإذاعات القرصنة؛ إذ ينقــل بعضهــا محتوى غير لائق أو غير قانوني؛ مما يُُعر ِِّض المســتمعين لمخاطر مختلفــة. كما تتعارض إذاعات القرصنة مع قوانيــن حقوق المل يكة ال كفرية؛ إذ يتم بث المحتوى دون الحصول على الإذن من الفنانين ومالكي حقوق الطبع والنشــر. بينما يرى فيها البعض وســيلة للتعبير عن الحرية الشــخصية وترويج التنوع الثقافي، .) 7 ويعتبرها آخرون تهديدًًا للمجتمع وتنتهك القوانين القائمة( ولمواجهة هذه المحطات، أصدرت بعض الدول الأوروبية قوانين لمكافحة القرصنة الإذاعية في نهاية الستينات. ففي بريطانيا، على سبيل المثال لا الحصر، صدر قانون " فيرون كيا " . وفي هولندا تم إغلاق إذاعة 1967 مكافحة القرصنة، في أغسطس/آب ، وكانت تََبُُث إرسالها إلى 1974 ) بمقتضى قانون أغســطس/آب Radio Veronica ( ). وقد تواترت القوانين التي تمنع عمل 45 ( 1960 هولندا وأوروبا الشــمالية منذ عام هذه المحطات الإذاعية في عدد من الدول الأوروبية بســبب أهمية الســيطرة على ؛ الذي يُُعََد الوســيلة الأســهل انتشارًًا والأيسر في الوصول إلى الجمهور، " الصوت " ا في إيصال الرسائل بعدما ذاقت بلدان كثيرة الأمر ََّين منذ عشرينات ويُُمثِِّل سلاح ًًا فع ََّالًا القــرن الماضــي ووصلت ذروتها إبان الحكم النازي وقبيــل وأثناء الحرب العالمية الثانية، بعد انتشــار الإذاعات الســرية أو غير القانونية متحايلة على اللوائح وساعية لنشر رؤيتها التي قد تجدها بعض الحكومات معادية أو مناوئة لها. وتهدف إذاعات القرصنة بشــكل عام إلى تقديم محتوى غير خاضع للرقابة، وتوفير برامج موســيقية .) 8 وثقافية غير مقيدة بالقوانين الوطنية( وقد يلتبس مفهوم إذاعة القرصنة بمفهوم الإذاعة الســوداء، ويتجلى أهم الفروقات ًا بينهما في الأهداف والأسالبي التي يستخدمها كل نوع. فالإذاعة السوداء تُُعد شاكل من أشــكال الدعاية الســرية التي تقوم بها جهات حكومية، أو غير حكومية، بشكل خفــي، ويتــم تقديمها للجمهور وكأنها إذاعة محايدة أو مســتقلة بينما تخدم أجندة
Made with FlippingBook Online newsletter