| 470
الاحتياجات التي لا تســتطيع الإذاعة المركزية أن تُُلبِِّيها للمجتمع المحلي، وإن كل إذاعــة هدفها التثقيف والتوعيــة والترفيه؛ لأن لها التزامًًا خاص ًًّا يربطها بنوعية الحياة .) 13 في مجتمعها المحلي( عـ َد الإذاعة المحليــة طبقًًا لمفهوم المجتمع المحلي جهازًًا إعلاميًًّا يخدم مجتمعًًا �ُُ وت محليًًّا، أي تُُخاطِِب مجتمعًًا خاص ًًّا متناســقًًا من النواحي كافة، وتختلف عن الإذاعة الإقليمية التي تخاطب جماهير مجتمعات تعيش داخل إقليم طبقًًا للتقســيم الإداري للدولــة، وتُُقد ِِّم خدمات تهم هذا الإقليم وبلغته أو لهجته، ويُُغط ِِّي إرســالها الإقليم بكامله، ومن الممكن أن يكون داخل الإقليم عدة إذاعات صغيرة وخاصة. وتختلف الإذاعــة المحليــة أيض ًًا عن الإذاعة المركزية التي عادة ما تكون برامجها من عاصمة الدولة، وتكون ناطقة باســمها. كما أن قوة البث تُُغط ِِّي جميع مناطق البلاد بأكملها، بـُر صوتها خارج الحدود أحيانًًا. وهي الوســيلة القومية المعترف بها للاتصال، �ْْ وي ََع وتخــدم جميع المواطنين دون تفضــيلات محددة مهما كانت اهتماماتهم ووظائفهم وثقافتهم وتقاليدهم؛ إذ تستجبي للاهتمامات المشتركة لهؤلاء المواطنين عن طريق التعميم دون التخصيص. ). فإذا كان 14 ومــن أهم وظائــف الإذاعة المحلية مراقبة البيئة والأخبــار الإقليمية( ، فإن الأخبار التي يتم بثها ســتطغى " اللامركزية " الإعلام المحلي ينطلق من مفهوم عليها هذه الصفة، أي ســتكون محلية مرتبطة بنشاط المؤسسات والأجهزة التن يفذية والهيئات الجماهيرية المحلية، وكذلك الأنشطة والأحداث المختلفة المتعلقة بشؤون الاقتصــاد والثقافــة وقضايا المجتمع المحلي بصفة عامة. كما يهتم الإعلام المحلي بوظفية تفســير الأخبــار التي تحتاج إلى الفهــم والتحليل بالاســتعانة بالتحقيقات والحــوارات والبرامــج الإخبارية، ونقل التراث الاجتماعــي والثقافي. وتنبع أهمية هــذه الوظفيــة من التصدي للاختراق الثقافي وما يُُســم ََّى بالعولمة الثقافية، وكذلك ترســيخ الاهتمام أكثــر بالموروث الحضاري الذي يختلف مــن منطقة إلى أخرى، وذلك من خلال التأريخ للمشــاريع والأحداث التي وقعت داخل النطاق الجغرافي للإعلام المحلي. أما على صعيد الترفيه والتسلية، وهي الوظفية التي يقوم بها الإعلام المحلي على غرار وسائل الإعلام الأخرى، فينطلق من إشباع احتياجات تفضيلات الجمهور، ولكن دون الوقوع في المعاني الفجة والســطحية التي تؤدي إلى تدهور
Made with FlippingBook Online newsletter