| 492
مطمعًًا للقوى الدولية وتسبََّبت في رسم حدود مصطنعة وصراعات ممتدة. وثانيهما: الاستعمار الاستيطاني في فلسطين، الذي يتبنََّى المُُؤََلِِّفان في تسميته اللاصقة السائدة . ونتيجة لهذين العاملين، " الصراع العربي-الإســرائيلي " فــي الأدبيات الغربية، وهي شهدت دول الشرق الأوسط تجارب مختلفة في التحديث وبناء الدولة الحديثة؛ مما أدى إلى مسارات غير مُُوََح ََّدََة في تبنِِّي مظاهر الحداثة التقنية والإدارية. يُُركــز الأكاديميــان، زياني وخليــل، على جدلية التغيير والركــود في تاريخ المنطقة ا لفهم المأزق الرقمي الحالي. فمنذ منتصف القرن العشــرين، ظهرت تيارات مدخل ًا أيديولوجية وفكرية ســعت إلى تحقيق نهضة شــاملة، مثل القوميــة العربية والبعثية والتيارات اليسارية. هذه التيارات عََبََرََت الحدود الوطنية وعو ََّلت على وسائل الإعلام العابــرة للحدود (مثل الإذاعات والصحف المدعومة حكوميًًّا) لنشــر أفكارها وبناء هوية عربية جامعة. لكن بانتهاء الحرب الباردة وتراجع المشــاريع القومية العلمانية، صعدت موجة الليبرالية الاقتصادية من جهة، وبرز الإسلام السياســي قوة اجتماعية سياسية من جهة أخرى، مع استمرار ثقل التراث الديني في تش يكل هوية المجتمعات. ا من الأيديولوجيتين، العلمانية والدينية، فشلتا في خلق ويخلُُص المُُؤََلِِّفََان إلى أن كل ًّا مشــروع تغيير عربي مستدام. بيد أن ظهور الفضائيات والأقمار الصناعية العربية في تسعينات القرن العشرين أسهم في إحياء شعور بالهوية العربية المشتركة؛ إذ وح ََّدت ، اهتمامات الجمهور عبر البلدان. وجاء انتشــار الإنترنت " الجزيــرة " قنــوات، مثل ووســائل التواصــل الاجتماعي في العقديــن الأخيرين ليُُعزِِّز هــذا التواصل العابر العربية إذا جاز التعبير، حيث يتفاعل " القومية الرقميــة " للحــدود، ويخلق نوعًًا من العرب عبر منصات مشتركة حول قضايا سياسية وثقافية متشابهة. شـََغَل المُُفََك ِِّرين � وفي هذا الإطار التاريخي، يُُناقش الكتاب مفهوم التحديث، وكيف والمصلحيــن العرب منذ مــا قبل العصر الرقمي. فقد عُُد التحديث، بو فصه محاولة للحاق بركب الحداثة التقنية والمؤسسية، شرط ًًا ضروريًًّا للوجود الاجتماعي الحديث. وفي حين حقََّقت بعض الدول نجاحات في تحديث بنيتها التحتية ومؤسســاتها، فإن ا أخــرى عانت من فتــرات ركود طويلة. فالتكنولوجيا الرقمية وََفََدََت إلى منطقة دول ًا مُُثْْقََلََة بتحديات التحديث غير المكتمل والصراعات الأيديولوجية؛ مما جعل استيعابها واستخدامها يتفاوت بشدة من بلد لآخر. وهنا قد يََبْْرُُز الســؤال حول جدوى الإســهاب في الخل يفة التاريخية والسياســية في يصة يصل ضروري لفهم خصو سـ ًا التقنيات الرقمية، لكــن هذا التأ � كتاب يتناول أسا
Made with FlippingBook Online newsletter