| 494
الإقليمي العربي، وإنما على مستوى دولي. في المقابل، واجهت دول أخرى ظروفًًا ا الأردن، رغم محدودية موارده، انتفع مــن موقعه حلفًيًا للغرب في مختلفــة: فمــثلًا منطقة مضطربة؛ ما جذب إليه دعمًًا خارجيًًّا أسهم في تعزيز بنيته التحتية ضمن حدود إمكاناته. أما ســوريا، فقد ح ُُرِِمََت من دعم تكنولوجي مماثل بســبب عوامل سياسية وأيديولوجيــة وعقوبــات دولية؛ مما جعل تََطََو ُُّرها الرقمــي أبطأ. ورغم أن الحرب والأزمات أخرجت ســوريا من ســباق التقنية لفترة، فإن الاقتصار على و فصها دولة ا ؛ إذ إن بنيتها متأخرة تقنيًًّا بســبب الحرب يُُعََد -من منظور المُُؤََلِِّفََيْْن- تبســيًطًا مُُخل ًّا الرقمية تطورت بأســالبي خاصة تعكس اعتمادها على نفسها ورفضها الاتكال على التي " اصنعها بنفسك " الغرب، بما يتماشى مع توجهاتها السياسية الاشتراكية وثقافة ظهرت في اقتصادها أثناء الثورة. وتُُظهِِر هذه الأمثلة أن تطوير البنية التحتية الرقمية في الشــرق الأوســط كان -ولا س ـ َِقَة، تتأثر بمجموعة من العوامل المتداخلة. فالعوامل السياسية �ََّ يزال- عملية غير مُُت والجيوسياسية، مثل التحالفات الدولية أو العداءات وكذلك الاقتصادية، تُُوفر الموارد والاستثمارات. أما العوامل الجغرافية، مثل موقع الدولة وحجمها وتركيبتها السكانية، سـَِّرِع أو تُُبََط ِِّئ التحوُُّل الرقمي. وحتى داخل الدولة الواحدة، قد �ُُ فيُُمكنها أيض ًًا أن ت تشــهد بعض المناطق أو القطاعات تطورًًا أســرع من غيرهــا تبعًًا لأولويات التنمية الوطنيــة ومــدى التركيز على الاقتصاد الرقمي. ويُُبيِِّن الكتاب أيض ًًا أن دول الجنوب العالمي، ومنها المنطقة العربية، ما فتئت في الجملة، ربما باستثناء دول في الخليج، متأخرة عن دول الشمال في مؤشرات الانتشار التقني؛ ما ينعكس في الفجوة الكبيرة في معدلات الوصول إلى الإنترنت واستخدام الخدمات الرقمية بين العالمين. . الرقمنة والسلطة في العالم العربي 4 يتعم ََّق الكتاب في استكشاف العلاقة المعقََّدة بين التحو ُُّل الرقمي وهكيل السلطة في دول الشرق الأوسط. ويوضح المُُؤََلِِّفََان كيف تُُحاول الحكومات العربية المُُوََازََنََة بين متطلبات الانفتاح التقني اللازمة لجذب الاستثمار وبناء اقتصاد معرفي حديث، وبين رغبتها في الحفاظ على الســيطرة على البنية التحتية للمعلومات ومنصات التواصل. وقــد ظهــر هذا التوتر جليًًّا في أمثلة عدة تناولها الكتاب، منها حالة لبنان التي تباطأ
Made with FlippingBook Online newsletter