| 496
. الفجوة الرقمية ومؤشرات التحول 5 ا لدراسة الفجوة الرقمية في المنطقة من خلال تحليل المؤشرات يُُخص ِِّص الكتاب فصل ًا الكمية والتقارير الدولية التي تُُقيِِّم مستوى الرقمنة. ويُُشير المُُؤََلِِّفََان إلى أن المؤشرات العالمية، مثل مؤشر جاهزية الشبكات أو مؤشر الحكومة الإلكترونية وغيره، أصبحت أدوات أساسية لتقديم صورة مقارنة عن تقدُُّم الدول رقميًًّا. فهي تُُساعد على تحديد أماكــن الخلــل والفجوات بين البلدان على الصعيديــن، الإقليمي والدولي؛ مما قد يُُوج ِِّه ص َّنَاع القرار نحو سياسات تُُعالج جوانب القصور. ورغم ذلك، ينتقد الكتاب اعتماد المنطقة المفرط على هذه المقاييس المُُوََح ََّدة التي وُُض ِِعََت في سياقات غربية قد لا تُُلائم تمامًًا الواقع العربي. فالمعايير الكمية الدولية قد لا تعكس الاحتياجات والتحديات الخاصة بدول المنطقة العربية، لاســيما إذا أُُغْْفِِلََت التأثيرات الاجتماعية والسياســية المحلية على مســار الرقمنة. يُُضاف إلى ذلك أن بعض هذه المؤشرات س ـ َْتَخدََم لأغراض سياســية، أو ترتبط بأجندات دولية معينة، ومن ثم فهي ليست �ُُ قد ت تقييمات موضوعية خالصة. ويتطرق الكاتبان إلى القلق من ناحية دقة البيانات الواردة في التقارير العالمية وحياديتها؛ لأن معظمها يســتند إلى معلومات تُُوفرها حكومات الدول نفســها، أو تُُعِِد ُُّها شــركات استشارية عالمية قد تكون لها مصالح أو تحيزات معينة. . دول وفئات 6 ضمن هذا المنهج الكمي، يُُصنِِّف الكتاب دول الشــرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى ثلاث فئات وفق مستوى التحو ُُّل الرقمي ومستوى البنية التحتية والجاهزية التقنية فيها: - قــادة رقميــون: وهي دول في الصدارة تمك ََّنت مــن بناء بنية تحتية رقمية متطورة مـ َة فعََّالة في المجال الرقمي. وتشــمل هــذه الفئة بلدان �ََ وتطبيــق سياســات ح ََوْْك الخليج العربي، وفي مقدمتها الإمارات وقطر والسعودية؛ حيث الاستثمار الكبير في التكنولوجيا والمؤسسات الرقمية الحديثة. - طامحــون رقميــون: دول أحرزت تََقد ُُّمًًا ملحوظ ًًا في الرقمنة، لكنها لا تزال تواجه ا مثل مصر والأردن تحديــات لتحقيــق تحو ُُّل رقمي شــامل. وتضم هذه الفئــة دولًا والمغرب، التي قطعت أشواط ًًا مهمة في تحديث البنية التقنية وتبنِِّي الخدمات الرقمية،
Made with FlippingBook Online newsletter