العدد 6 – يوليو/ تموز 2025

| 498

يصاغة إستراتيجيات رقمية خطط التحو ُُّل الرقمي بصورة فع ََّالة. لكن يرى المُُؤََلِِّفََان أن وطنية تبقى خطوة إيجابية مهمة لما لها من دور في توجيه السياسات الحكومية نحو أهداف واضحة، وتحسين الح ََوْْكََمََة في القطاع التقني، وجذب الاستثمار، ورفع الوعي العام بأهمية التحوُُّل الرقمي. ويظل الســؤال قائمًًا حول منهجية الاعتماد على المؤشرات الرقمية بالإشارة إلى أن المنهج الكمي البحت قد يقصر في استيعاب التعقيد الحقيقي للمشهد الرقمي العربي. ا إلى فتصنيف الدول وفق مقياس خط ِِّي، قادة مقابل متأخرين، يمكن أن يكون مُُض ََلِِّلًا حد ما؛ إذ قد يتجاهل مدى الترابط التقني والتأثير المتبادل بين دول المنطقة؛ حيث يمكن لدولة متقدمة رقميًًّا أن تُُســاعد جيرانها أو تتأثر ســلبيًًّا بصراعاتهم، مثل تأثير س ـ ِر � أزمــة الإنترنــت في بلد ما على باقي المنطقة. كما أن هذا التصنيف العام لا يُُف مـ ًا لمــاذا تختلف الدول في أدائها الرقمي: فبعض الــدول قد تمتلك بنية تحتية � دائ قوية لكنها متأخرة رقميًًّا لأســباب تتعلق بســوء الإدارة أو نقص ال فكاءات أو عوامل ثقافية، والعكس صحيح. لذا تبقى هناك أسئلة مفتوحة بحاجة لنقاش أعمق، مثل: ما العوامل الحاسمة التي جعلت بعض الدول العربية تتقد ََّم رقميًّّا أكثر من غيرها؟ ولماذا لــم تُُتََرْْج ََــم البنية التحتية الجيدة في بعض البلدان إلى قفزة رقمية نوعية في خدمات الحكومة الإلكترونية أو اقتصاد الإنترنت؟ إن المؤشرات الكمية م يفدة حتمًًا للمقارنة، لكنها لا تُُقدِِّم كل الأجوبة بشأن ديناميات التحوُُّل الرقمي الداخلية. وهذا يطرح مرة أخرى كفاية المقاربة التي اعتمدها الباحثان، زياني وخليل، في تحليل حالة الرقمنة ) في الســياقات 6 في المنطقة العربية. ويبدو أن الاهتمام بنموذج المقاربة النســقية( التي تتسم بالتعقيد وعُُدََّتها المفاهيمية -كما أص ََّل لها الأكاديميان الفرنسيان، جيرارد )، تُُساعد في Michel Karsky ) وميشــال كارســكي ( Gérard Donnadieu دوناديو ( يفية تحقيق يكفــك هذه الحالة وفهم وتفســير منجــزات الفاعلين في الرقمنــة، وك ت الأهداف، وأشكال الت يكف مع البيئة، والتحديات الداخلية والخارجية...إلخ. . إثراء المقاربة 7 لنبدأ من العنوان كما أسلفنا. فلربما كان الأجدى ص ََوْْغ عنوان يستوعب التعقيد الذي تتََّســم به حالة الرقمنة، واســتخدام إطار أشــمل ليدل على محتوى الكتاب، لاسيما شـ َْت في الكتاب؛ إذ أضــاف المُُؤََلِِّفََان بُُعدًًا �ِِ أن أبعــادًًا مختلفــة، وليس بُُعدين، نُُوق

Made with FlippingBook Online newsletter