59 |
على مراجعة الأرشفيات والسجلات القديمة ومقارنتها بشهادات حية أو وثائق حديثة؛ مما يُُســاعد في فهم السياقات والامتدادات التي أسهمت في تش يكل الواقع الراهن. أما المنهج الاســتدلالي، فيظهر حين ينطلق الصحفي من فرضيات عامة بخصوص يصل عن أدلة تُُجس ِِّد تلك الفرضيات على وجود مخالفة أو فساد، ثم يبحث في التفا أرض الواقع. في المقابل، يُُعََد المنهج الاســتقرائي مناســبًًا للتحقيقات التــي تنطلق من معطيات متفرقــة؛ إذ يقــوم الصحفي بتجميع الخيوط والمعلومات المتناثرة ليســتخلص منها يكفك فرضية أو نتيجة أشمل. كما يََبرُُز المنهج التحليلي في القضايا التي تستدعي ت الظاهــرة إلــى عناصرهــا الدقيقة وفحص آليات تفاعلها، ســواء مــن خلال تحليل الأرقام والبيانات أو دراســة بنية الشــبكات المؤسسية والعلاقات القائمة بينها، وهو ما قد يتطلََّب توظيف تقنيات متقدمة في تحليل البيانات بهدف كشف هكيل القصة .) 18 واستشراف مستقبلها( ورغم هذا الارتباط الواضح بين الصحافة الاستقصائية والمنهج العلمي، تظل هناك اختلافات جوهرية تُُميِِّز عمل الصحفي الاستقصائي عن الباحث الأكاديمي في عدة )؛ إذ تفرض طبيعة الممارســة الصحافية في بعض الأحيان 19 خطــوات وإجراءات( مرونــة وســرية في التعامل مع المصادر لضمــان حمايتها. كما يضطر الصحفي إلى سـ ب المســاحات والزمن المحدود في وسائل الإعلام. وفي � تلخيص المحتوى ليُُنا الوقت نفســه، تعتمد القصة الاستقصائية بشــكل أكبر على العمل الميداني المباشر مقارنــة بالبحث العلمي؛ حيــث ينخرط الصحفي في جمــع المعلومات من أرض الواقع والتفاعل مع الفاعلين، في حين تشــترط منهجية البحث العلمي درجة عالية من الصرامة وتوثيًقًا لكل الأدوات والأسالبي؛ مما يُُمك ِِّن الباحثين الآخرين من إعادة بناء الدراسة أو التحقق من النتائج. عـَُّدُد المناهــج وتََنوُُّعََها يُُلبِِّي حاجة الصحافة الاســتقصائية إلى مرونة أكبر في �ََ إن ت معالجة القضايا المتفاوتة من حيث الســياق والأطــراف والبيانات المتوافرة وطبيعة المعلومات التي تسعى إلى الكشف عنها. فالمشكلات السياسية قد تست يفد من دمج المنهج التاريخي والتحليلي للكشــف عن الجذور ورصد التحولات، بينما تستدعي القضايا الاجتماعية الاعتماد على المقابلات المباشرة والملاحظات الميدانية في إطار
Made with FlippingBook Online newsletter