العدد 6 – يوليو/ تموز 2025

| 60

المنهج الاســتقرائي، فيما تتطلََّب الموضوعات الاقتصادية والمالية اســتخدام نماذج تحليلية معقدة ترتكز على المنهجي الكمي والنوعي. كمــا أن الدمــج بين أكثر من منهج يُُعــزِِّز من مصداقية النتائج ويُُقد ِِّم رؤية شــاملة للموضــوع؛ إذ يُُســهِِم كل منهــج في ســد الثغرات التي قد تظهر فــي حال اكتفى المتقصي بمنهج واحد فقط. وفي المحصلة، تبقى غاية الصحافة الاستقصائية -كما هو شــأن البحث العلمي- تحقيق أعلى درجات الدقة والموضوعية في الكشف عن الحقائق، على الرغم من اختلاف آليات الإجراء وطرق تقديم النتائج وطبيعة الجمهور المستهدف. وبناء عليه، فإن تََعََد ُُّد المناهج في العمل الاستقصائي يُُشك ِِّل ضرورة عملية تستجبي لتنوع القضايا في هذا المجال، فعندما يطرح الصحفي الاستقصائي تساؤله الجوهري: كيف يمكنني الوصول إلى الحقيقة في هذه القضية؟ يجد نفسه أمام خيارات منهجية متعددة يختار منها ما يتناســب مع موضوعه ومعطياته والمصادر المتاحة، ساعيًًا في النهاية إلى تحقيق هدفين رئيسيين: أولهما: الوصول إلى أعلى درجات الموضوعية، وثانيهما: خدمة مصلحة المجتمع بكشف الحقائق التي قد تظل غامضة لولا جهوده الاستقصائية. الخطوات المنهجية للاستقصاء الصحافي تشــمل الخطوات المنهجية للاستقصاء الصحافي مجموعة من المراحل المتسلسلة، التي تُُمك ِِّن الصحفي من الوصول إلى حقائق دقيقة وموثوقة حول القضايا المستهدفة. وفيما يلي عرض لأهم هذه الخطوات. ا : تحديد المشكلة أو القضية أول ًا تبــدأ العملية بتحديد موضوع التحقيق الذي يحظى بأهمية خاصة للجمهور، وينبغي أن تكون المشــكلة واضحة ومحد ََّدة في جملة واحدة، تتضمن الفاعل أو المُُتََسََبِِّب، والضحية أو المفعول به، والمسؤول، إضافة إلى تحديد حجم المشكلة. ويُُشْْبِِه هذا موضوع " التحديد لموضوع التحقيق الإشكاليَة في البحث العلمي، التي تُُعرََّف بأنها ا ًا )، ويمكن اعتبارها ســؤال 20 ( " يُُحيطــه الغموض، أو ظاهرة في حاجة إلى تفســير يستدعي إجابة وتوضيًحًا لأبعاده وتفسيًرًا لمتغيراته.

Made with FlippingBook Online newsletter