| 86
حاجة لم تُُشْْبََع، أو وجود عقبة أمام إشباع الحاجة، فهي موقف غامض " أيض ًًا بأنها )، أي مسألة بحاجة إلى حل ٍٍّ، أو غموض بحاجة إلى توضيح، 23 ( " لا نجد له تفسيًرًا أو علاقات مستترة بحاجة إلى كشف، أو قضية غير مكتملة البيانات والعلاقات. وإذا كان الشعور بالمشكلة أو القضية والإحساس بها يأتي على شكل تساؤلات عامة قد تكون غير مناســبة للقياس والفحص، فإن الخطوة التالية هي التحديد الذي يتطلب يصاغــة المشــكلة أو القضية بكلمات وجمل محــددة ذات معان محددة لا تحتمل اللُُّبــس ولا التــرادف ولا التناقض. وتُُعََد هذه الخطــوة من أهم خطوات البحث أو الاســتقصاء؛ إذ ستظل الأســاس الذي تُُبْْنََى عليه الخطوات والإجراءات التالية، فإذا يصاغة الإشــكالية أو القضية أي شــائبة أو أي غموض، فإن ذلك سينتقل ما اعترى إلى الخطوات اللاحقة، ومن ثم سيصل البحث أو الاستقصاء إلى غير الأهداف التي ابتغاها الباحث منذ البداية. من المهم الإشــارة إلى أن تحديد مشــكلة البحث لا يتبلور في خطوة واحدة، بل هو رحلة من التحســين. تبدأ برؤية واســعة، مثل صورة ضبابية. وبينما يقوم الباحث يكفر في أسالبي البحث يكفر في التأثير المحتمل، والت بتحليل المعرفة الموجودة، والت الممكنة، تصبح الصورة أكثر وضوح ًًا، ويقل أو يتلاشــى الغموض، وهو ما سيُُفسح المجال لســؤال محدد ومركََّز. ويأخذ هذا الســؤال في الاعتبار ليس فقط اهتماماتنا .) 24 البحثية، بل وأيض ًًا البيانات والموارد المتاحة( :) 25 ومن الاعتبارات والمعايير الرئيسة التي يجب مراعاتها في تحديد الإشكالية( أ- أن تكون الإشــكالية قابلة للبحث وليســت خيالية أو مستحيلة، ويمكن أن تنبثق عنها أسئلة وفرضيات يمكن إثباتها أو ن يفها. ب- أن تتمتََّع الإشكالية بالأصالة؛ إذ تؤدي دراستها إلى إضافات علمية جديدة ولا تكون تكرارًًا لأبحاث سابقة. ج- أن تكون الإشكالية ضمن اهتمامات الباحث العلمية وقدراته واستنادًًا إلى خبراته العملية؛ مما سيعطي ثقة أكبر في نتائج الدراسة. ه- أن تكــون الإشــكالية ملائمــة للبيئة التي يجري البحث فيها، ســواء من الناحية القانونيــة والسياســية أو الاجتماعيــة أو الثقافيــة أو الاقتصاديــة، وأن لا تتضارب مــع منظومــة القيم والقوانين الســائدة في المجتمع بما يــؤدي إلى خلاف ما رغبه
Made with FlippingBook Online newsletter